____________________
في ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها فيعيشون طاهرين سامعين مطيعين كان أحرى بهم وأليق بالحكمة؟.
السابعة: سلمت هذا كله، خلقني وكلفني مطلقا ومقيدا، فإذ لم اطع لعنني وطردني، وإذ أردت دخول الجنة مكنني وطرقني، إذ عملت عملي أخرجني، ثم سلطني على بين آدم، فلم إذ (1) استمهلته أمهلني فقلت: «فانظرني إلى يوم يبعثون.
قال فإنك من المنظرين. إلى يوم الوقت المعلوم» (2)؟ وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكني في الحال استراح الخلق مني وما بقي شر ما في العالم؟ أليس بقاء العالم على بقاء الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟ قال: فهذه حجتي على ما أدعيه في كل مسألة.
قال شارح الإنجيل: فأوحى الله إلى الملائكة عليهم السلام قولوا له: إنك في تسليمك الأول أني إلهك وإله الخلق غير صادق ولا مخلص، إذ لو صدقت أني إله العالمين ما حكمت علي ب «لم»، فأنا الله لا إله إلا انا لا اسأل عما أفعل والخلق مسؤولون (3).
قال الفخر الرازي: لو اجتمع الأولون والآخرون من الخلائق، لم يجدوا عن هذه الشبهات مخلصا إلا الجواب الإلهي (4) انتهى.
وتعقبه بعض المتأخرين من علمائنا المتبحرين، فقال: إن غرض الفخر الرازي إثبات مذهب أصحابه، من القول بالفاعل المختار ونفي التخصيص في الأفعال، وذلك مما ينسد به باب إثبات المطالب بالبراهين، كاثبات الصانع وصفاته وأفعاله وإثبات البعث والرسالة، إذ مع تمكين هذه الإرادة الجزافية لم يبق اعتماد
السابعة: سلمت هذا كله، خلقني وكلفني مطلقا ومقيدا، فإذ لم اطع لعنني وطردني، وإذ أردت دخول الجنة مكنني وطرقني، إذ عملت عملي أخرجني، ثم سلطني على بين آدم، فلم إذ (1) استمهلته أمهلني فقلت: «فانظرني إلى يوم يبعثون.
قال فإنك من المنظرين. إلى يوم الوقت المعلوم» (2)؟ وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكني في الحال استراح الخلق مني وما بقي شر ما في العالم؟ أليس بقاء العالم على بقاء الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟ قال: فهذه حجتي على ما أدعيه في كل مسألة.
قال شارح الإنجيل: فأوحى الله إلى الملائكة عليهم السلام قولوا له: إنك في تسليمك الأول أني إلهك وإله الخلق غير صادق ولا مخلص، إذ لو صدقت أني إله العالمين ما حكمت علي ب «لم»، فأنا الله لا إله إلا انا لا اسأل عما أفعل والخلق مسؤولون (3).
قال الفخر الرازي: لو اجتمع الأولون والآخرون من الخلائق، لم يجدوا عن هذه الشبهات مخلصا إلا الجواب الإلهي (4) انتهى.
وتعقبه بعض المتأخرين من علمائنا المتبحرين، فقال: إن غرض الفخر الرازي إثبات مذهب أصحابه، من القول بالفاعل المختار ونفي التخصيص في الأفعال، وذلك مما ينسد به باب إثبات المطالب بالبراهين، كاثبات الصانع وصفاته وأفعاله وإثبات البعث والرسالة، إذ مع تمكين هذه الإرادة الجزافية لم يبق اعتماد