____________________
بالعقوبة، وإبعادهم عن دار الرحمة والكرامة.
فالجواب عنها: أن العقوبات الأخروية من الله تعالى ليس باعثها الغضب والانتقام وإزالة الغيظ ونحوها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وإنما هي لوازم وتبعات ساق إليها أسباب داخلية نفسانية وأحوال باطنية، انتهت إلى التعذيب بنتائجها من الهوى إلى الهاوية، والسقوط في أسفل درك الجحيم، ومصاحبة المؤذيات من العقارب والحيات وغيرها من المؤلمات. ومثالها في هذا العالم الأمراض الواردة على البدن الموجبة للأوجاع والآلام بواسطة نهمة (1) سابقة، فكما أن وجع البدن لازم من لوازم ما ساق إليه الأحوال الماضية والأفعال السابقة، من كثرة الأكل أو إفراط الشهوة ونحوهما، من غير أن يكون هاهنا معذب خارجي، فكذلك حال العواقب الأخروية وما يوجب العذاب الدائم لبعض النفوس الجاحدة للحق المعرضة عن الآيات، وهي «نار الله الموقدة. التي تطلع على الأفئدة» (2). وأما التي دلت عليه الآيات والأخبار الواردة في الكتب الإلهية والشرايع الحقة، من العقوبات الجسمانية الواردة على بدن المسئ من خارج - على ما يوصف في التفاسير -، فهي أيضا منشأها (3) أمور باطنية وهيئات نفسانية برزت من الباطل إلى الظاهر، وتصورت بصور النيران والعقارب والحيات والمقامع من حديد وغيرها، وهكذا حصول الأجسام والأشكال والأشخاص في الآخرة، كما حقق في مباحث المعاد الجسماني وكيفية تجسم الأعمال، ودل عليه كثير من الآيات، مثل قوله تعالى: «وإن جهنم لمحيطة بالكافرين» (4) وقوله: «وبرزت الجحيم لمن»
فالجواب عنها: أن العقوبات الأخروية من الله تعالى ليس باعثها الغضب والانتقام وإزالة الغيظ ونحوها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وإنما هي لوازم وتبعات ساق إليها أسباب داخلية نفسانية وأحوال باطنية، انتهت إلى التعذيب بنتائجها من الهوى إلى الهاوية، والسقوط في أسفل درك الجحيم، ومصاحبة المؤذيات من العقارب والحيات وغيرها من المؤلمات. ومثالها في هذا العالم الأمراض الواردة على البدن الموجبة للأوجاع والآلام بواسطة نهمة (1) سابقة، فكما أن وجع البدن لازم من لوازم ما ساق إليه الأحوال الماضية والأفعال السابقة، من كثرة الأكل أو إفراط الشهوة ونحوهما، من غير أن يكون هاهنا معذب خارجي، فكذلك حال العواقب الأخروية وما يوجب العذاب الدائم لبعض النفوس الجاحدة للحق المعرضة عن الآيات، وهي «نار الله الموقدة. التي تطلع على الأفئدة» (2). وأما التي دلت عليه الآيات والأخبار الواردة في الكتب الإلهية والشرايع الحقة، من العقوبات الجسمانية الواردة على بدن المسئ من خارج - على ما يوصف في التفاسير -، فهي أيضا منشأها (3) أمور باطنية وهيئات نفسانية برزت من الباطل إلى الظاهر، وتصورت بصور النيران والعقارب والحيات والمقامع من حديد وغيرها، وهكذا حصول الأجسام والأشكال والأشخاص في الآخرة، كما حقق في مباحث المعاد الجسماني وكيفية تجسم الأعمال، ودل عليه كثير من الآيات، مثل قوله تعالى: «وإن جهنم لمحيطة بالكافرين» (4) وقوله: «وبرزت الجحيم لمن»