رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٤

____________________
القلب اول كونه ملاحظة، لشبهه باللمظة من البياض والنكتة من نور الشمس (1)، انتهى.
قال في القاموس: اللمظة بالضم النقطة من البياض (2).
تنبيه ظاهر معظم الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام أن الإسلام يصدق عليه مجرد الإقرار باللسان من غير تصديق، سواء كان معه الإقرار بالولاية أو لم يكن، وعلى التصديق المجرد عن الولاية وإن لم يكن معه الإقرار باللسان، وعلى كليهما مجردا عن الولاية أو معها، والإيمان يصدق على التصديق بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الداخل فيه الولاية، سواء كان معه عمل بما يقتضيه ذلك التصديق أو لم يكن، وإن كان المقرون بالعمل هو الفرد الكامل من الإيمان، بل هو الإيمان المعتبر عند أصحاب العصمة عليهم السلام، كما يشعر به كثير من أخبارهم عليهم السلام، فيكون الإيمان - على هذا - أخص من الإسلام، فهو كالنوع والإسلام كالجنس، والله أعلم.
قوله عليه السلام: «واجعل يقيني أفضل اليقين» اليقين: فعيل يكون اسم مصدر، ويكون بمعنى فاعل، من يقن الأمر ييقن يقنا - من باب تعب -: أي ثبت فهو يقين، ويستعمل أيضا متعديا بنفسه وبالباء وبالهمزة والباء، فيقال: يقنته، ويقنت به، وأيقنت به، وتيقنته، واستيقنته، أي: علمته علما لا شك فيه.
فاليقين لغة: العلم الذي لا شك معه، واصطلاحا قيل: هو العلم الحاصل من

(١) شرح نهج البلاغة لابن ميثم: ج ٥ ص ٣٧٤، وفيه «النفس» في الموردين بدل «القلب».
(٢) القاموس المحيط: ج ٢ ص ٣٩٩.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست