رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
إن ذلك لا يضيق عليك في وسعك، ولا يتكأدك في قدرتك ولا يتصعدك في أناتك، ولا يؤدك في جزيل هباتك التي دلت عليها آياتك إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، إنك على كل شئ قدير.
____________________
هذه الجمل تعليل للدعاء وإجابة المسؤول.
وضاق عليه الأمر: شق وتعسر.
والوسع بالضم: الطاقة والقوة، ومنه «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها» (1).
وتكأده الأمر على تفاعل وتفعل، وتصعده وتصاعده كذلك: اشتد عليه وصعب، من قولهم: عقبة كئود وعقبة صعود أي: صعبة لا يجوزها إلا المخف.
وفي رواية «يتصعبك» بالباء من الصعوبة.
والأناة: الحلم.
وأده الشيء: ثقل عليه.
وجزل الخطب بالضم: إذا عظم وغلظ فهو جزل وجزيل، ثم استعير للعطاء، فقيل: أجزل له في العطاء: إذا أوسعه، وهو جزيل العطاء: وسيعه، وله عطاء جزل وجزيل.
والهبة: العطية بلا عوض، أصلها وهبه بالكسر، استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين، ثم حذفت الواو، ولزمت تاء التأنيث كالعوض.
والآيات: جمع آية وهي العلامة، يحتمل أن يراد بها هنا الآيات القرآنية المتضمنة لبيان سعة جوده وكرمه، وسميت الآية القرآنية آية لكونها علامة على صدق من أتى بها، ويحتمل أن يكون المراد بها العلامات والآثار الدالة على جزيل إحسانه وجميل امتنانه، وهي أكثر من أن تحصى وأوفر من أن تستقصى، كما مر بيانه في شرح صدر هذا الدعاء عند قوله عليه السلام «وأنت الذي عطاؤه أكثر من منعه» (2).

(1) سورة البقرة: الآية: 286.
(2) مر سابقا ص 114.
(١٦٦)
مفاتيح البحث: سورة البقرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 169 171 172 173 ... » »»
الفهرست