____________________
الخامس: عامة الناس على سبيل الحكم، وذلك إذا تولى الحكم بينهم، أما إذا كان الحكم بينه وبين غيره وكان الحق له فالفضل أشرف من العدل، وقد نص الله سبحانه على الأمرين، فقال في الحكم بين الناس: «ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» (1)، وقال فيمن له الحق: «وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم» (2).
قوله عليه السلام: «وكظم الغيظ» كظم غيظه كظما - من باب ضرب -: إذا أمسك على ما في نفسه منه ولم يظهره لا بقول ولا بفعل، وأصله من كظم القربة:
إذا ملأها وشد فاها، كأنه كتم غيظه على امتلائه ورده في جوفه وكفه عن الإمضاء.
والفرق بين الغيظ والغضب: أن الغضب ضد الرضا، وهو إرادة العقاب المستحق لمقت الله بالمعاصي، وليس كذلك الغيظ، لأنه هيجان الطبع بتكره ما يكون من المكروه، ولذلك يقال: غضب الله على الكفار ولا يقال: اغتاظ منهم.
وقيل: الغيظ: أشد الحنق، ولا يكون إلا بوصول مكروه إلى المغتاظ، ولذلك رسم كظم الغيظ بأنه الإمساك عن المبادرة إلى قضاء وطر الغضب فيمن يجنى عليه جناية يصل مكروهها إليه، وهو من معالي الأخلاق ومكارم الخصال، ولو لم يرد في فضله إلا نص قوله تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» (3) لكفى، والأخبار في الحث عليه والإرشاد إليه أكثر من أن تحصى.
فمن ذلك ما رواه ثقة الإسلام بسنده إلى علي بن الحسين - صاحب الدعاء - عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب السبيل إلى الله
قوله عليه السلام: «وكظم الغيظ» كظم غيظه كظما - من باب ضرب -: إذا أمسك على ما في نفسه منه ولم يظهره لا بقول ولا بفعل، وأصله من كظم القربة:
إذا ملأها وشد فاها، كأنه كتم غيظه على امتلائه ورده في جوفه وكفه عن الإمضاء.
والفرق بين الغيظ والغضب: أن الغضب ضد الرضا، وهو إرادة العقاب المستحق لمقت الله بالمعاصي، وليس كذلك الغيظ، لأنه هيجان الطبع بتكره ما يكون من المكروه، ولذلك يقال: غضب الله على الكفار ولا يقال: اغتاظ منهم.
وقيل: الغيظ: أشد الحنق، ولا يكون إلا بوصول مكروه إلى المغتاظ، ولذلك رسم كظم الغيظ بأنه الإمساك عن المبادرة إلى قضاء وطر الغضب فيمن يجنى عليه جناية يصل مكروهها إليه، وهو من معالي الأخلاق ومكارم الخصال، ولو لم يرد في فضله إلا نص قوله تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» (3) لكفى، والأخبار في الحث عليه والإرشاد إليه أكثر من أن تحصى.
فمن ذلك ما رواه ثقة الإسلام بسنده إلى علي بن الحسين - صاحب الدعاء - عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب السبيل إلى الله