رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩

____________________
الثاني: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه.
والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا، أو فاسدا كمن ترك الصلاة متعمدا، وعلى ذلك قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: «أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين»، فجعل فعل الهزو جهلا (1) انتهى.
والاستفهام للإنكار والاستبعاد لأن يكون أحد أجهل وأغفل وأبعد منه أو مساويا له، وإن لم يكن سبك التركيب متعرضا لإنكار المساواة، يشهد به العرف الفاشي والاستعمال المطرد، فإذا قيل: من أكرم من فلان أو لا أفضل من فلان، فالمراد به حتما أنه أكرم من كل كريم وأفضل من كل فاضل.
والرشد بالضم: الصلاح، وهو خلاف الغي، والرشد بفتحتين مثله.
والغفلة: غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره له، وقد تستعمل فيمن تركه إهمالا وإعراضا، كقوله تعالى، «وهم في غفلة معرضون» (2) يقال فيه: غفلت عن الشيء غفولا - من باب قتل -.
والحظ: النصيب، قيل مطلقا، وقيل: خاص بالنصيب من الخير والفضل، وهو المراد هنا.
واستصلح الشيء: طلب صلاحه، وهو خلاف الفساد.
والإنفاق: إخراج المال، وهو والإنفاد اخوان، خلا أن في الثاني بمعنى الإذهاب بالكلية دون الأول.
وأجريت عليه رزقا: جعلته جاريا أي: دارا متصلا.
واعلم: أن إنفاق الرزق في معصية الله تعالى من كفران النعمة، فإن شكر

(1) المفردات للراغب: ص 102.
(2) سورة الأنبياء: الآية: 1.
(١٣٩)
مفاتيح البحث: سورة الأنبياء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست