رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٨
اللهم صل على محمد وآله، واجعل لي يدا على من ظلمني، ولسانا على من خاصمني، وظفرا بمن عاندني، وهب لي مكرا على من كايدني، وقدرة على من اضطهدني، وتكذيبا لمن قصبني، وسلامة ممن توعدني، ووفقني لطاعة من سددني، ومتابعة من أرشدني.
____________________
صلى الله عليه وآله (1).
اليد: منع الظلم، والقوة والقدرة، والسلطان، والغلبة. قيل: ومنه قوله تعالى:
«حتى يعطوا الجزية عن يد» (2) أي: عن قدرة عليهم وغلبة.
واللسان هنا مجاز عن الحجة.
قال الزمخشري في الأساس: فلان ينطق بلسان الله أي: بحجته وكلامه (3).
وظفر بعدوه وعليه (4) من باب تعب -: غلبه.
وعاند فلان عنادا: إذا ركب الخلاف والعصيان.
وفي الأساس: رجل عنيد ومعاند: يعرف الحق فيأباه ويكون منه في شق، من العند وهو الجانب (5).
والمكر: الخديعة، مكر مكرا - من باب قتل - فهو ماكر، ومكر الله: جازى على المكر، وسمي الجزاء مكرا كما سمي جزاء السيئة سيئة على سبيل مقابلة اللفظ باللفظ، ويسمى مشاكلة، وعلى هذا المعنى يحمل المكر المطلوب هنا.
وقال الراغب: المكر والخديعة متقاربان، وهما اسمان لكل فعل يقصد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره. وذلك ضربان:
أحدهما: مذموم وهو الأشهر عند الناس، وذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه

(١) الكافي: ج ٢ ص ١٧٥ ح 4.
(2) سورة التوبة: الآية 29.
(3) أساس البلاغة: ص 564.
(4) (ج): غلبه.
(5) أساس البلاغة: ص 436.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 327 328 329 330 331 332 334 ... » »»
الفهرست