رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٥
اللهم صل على محمد وآله، وحلني بحلية الصالحين، والبسني زينة المتقين، في بسط العدل، وكظم الغيظ، وإطفاء النائرة، وضم أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين، وإفشاء العارفة، وستر العائبة ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة، وسكون الريح، وطيب المخالفة، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضل، وترك التعيير، والإفضال على غير المستحق، والقول بالحق وإن عز واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة، ولزوم الجماعة، ورفض أهل البدع، ومستعمل الرأي المخترع.
____________________
وروى ثقة الإسلام أيضا بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس، فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة (1).
والأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا.
قال بعض العارفين: وقد نبه الله تعالى على التنفير من مقابلة السيئة بمثلها بلطيف من المقال، فقال: «وجزاء سيئة سيئة مثلها» (2)، فسمى مجازا المسئ على إساءته، وقال: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» (3)، فسمى المجازي على الاعتداء معتديا، تنبيها على أنه قد كاد يكون إياه.
حليت المرأة تحلية: ألبستها الحلي، والسيف: جعلت له حلية، وتعديته بالباء

(١) الكافي: ج ٢ ص ١٠٧ ح 4.
(2) سورة الشورى: الآية 40.
(3) سورة البقرة: الآية 194.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست