رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
اللهم لا تجعل له في قلوبنا مدخلا، ولا توطنن له فيما لدينا منزلا.
اللهم وما سول لنا من باطل فعرفناه، وإذا عرفتناه فقناه وبصرنا ما نكايده به، وألهمنا ما نعده له، وأيقظنا عن سنة الغفلة بالركون إليه، وأحسن بتوفيقك عوننا.
____________________
و «من» في قوله: «من الردى»: بيانية، وجعل سبيله الردى لتأديتها إليه، من إطلاق المسبب على السبب، فإن المراد بسبيله ما يجر إليه من مناهي الله سبحانه المؤدية إلى الهلاك.
المدخل بفتح الميم: إما مصدر ميمي بمعنى الدخول، أو اسم لموضع الدخول.
يقال: هذا مدخل البيت أي: موضع الدخول إليه.
والتوطين: التمهيد، ومنه وطن نفسه على الامر إذا مهدها لفعله وذللها و «ما» في قوله «فيما لدينا»: إما موصولة، أو نكرة موصوفة، أي: في الذي لدينا، أو في شئ لدينا.
والمنزل: موضع النزول.
يروى أن عيسى عليه السلام دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من بني آدم، فأراه ذلك، فإذا رأسه مثل رأس الحية واضع رأسه على قلبه، فإذا ذكر الله خنس، وإذا لم يذكره وضع رأسه على حبة قلبه (1).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات. (2).
التسويل: تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله.
والباطل: ما خالف الحق من عقيدة أو قول أو عمل.
وعرفته الأمر تعريفا: أعلمته إياه.
ووقاه الله السوء: حفظه وصانه عنه.

(١) الدر المنثور: ج ٦ ص ٤٢٠.
(2) التفسير الكبير للفخر الرازي ج 1 ص 83.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست