سقوط الاستقبال بموته وإن الواجب أن يموت إلى القبلة قال وفي بعضها دوام الاستقبال وفي استفادة سقوط الاستقبال بموته منها نظر ويستحب التلقين للمحتضر بالشهادتين والاقرار بالأئمة عليهم السلام وكلمات الفرج و المراد بالتلقين التفهيم يقال غلام لقن أي سريع الفهم فعن الصادق عليه السلام ما من أحد يحضره الموت إلا وكل به إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه فمن كان مؤمنا لم يقدر عليه فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يموت وفي رواية يلقنه كلمات الفرج والشهادتين ويسمى له الاقرار بالأئمة واحدا بعد واحد حتى ينقطع منه الكلام وعن أبي بكر الحضرمي أنه لقن رجلا الشهادتين والاقرار بالأئمة رجلا رجلا فرأى الرجل بعد وفاته فقال نجوت بكلمات لقنيهن أبو بكر ولولا ذلك كدت أهلك في حديث طويل وقال الصادق عليه السلام اعتل رجل من أهل المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي مات فيه فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له قل لا إله إلا الله فلم يقدر عليه فأعاد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقدر عليه وعند رأس الرجل امرأة فقال لها هل لهذا الرجل أم فقالت نعم يا رسول الله أنا أمه فقال لها راضية أنت عنه أم لا فقالت بل ساخطة فقال صلى الله عليه وآله أنى أحب إن ترضى عنه فقالت قد رضيت عنه لرضاك يا رسول الله فقال له قل لا إله إلا الله فقال لا إله إلا الله فقال قل يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير إقبل منى اليسير واعف عنى الكثير إنك أنت العفو الغفور فقالها فقال له ماذا ترى قال أسودين قد دخلا على قال فأعدها فأعادها فقال ما ترى قال قد تباعدا عنى ودخل الأبيضان وخرج الأسودان فما أراهما ودنا الأبيضان منى فأخذا نفسي فمات من ساعته ولا بد من متابعة المريض بلسانه وقلبه إن أمكن وإلا عقد بها قلبه لقوله صلى الله عليه وآله من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقوله صلى الله عليه وآله من كان آخر قوله (كلامه خ ل) عند الموت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا هدمت ما قبلها من الخطايا والذنوب فلقنوها موتاكم فقيل يا رسول الله كيف هي للاحياء قال هي أهدم وأهدم وروى أنه صلى الله عليه وآله حين دخل على رجل من بنى هاشم وهو في النزع فلقنه كلمات الفرج إلى قوله وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فقالها قال صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي استنقذه من النار وينبغي أن يكون ذلك من الملقن بلطف ومداراة من غير تكرار يوجب الاضجار وليكن آخره لا إله إلا الله ونقله إلى مصلاه وهو الموضع الذي أعده في بيته للصلاة أو الذي كان يكثر فيه الصلاة أو عليه أن تعسر عليه الموت واشتد به النزع لا مطلقا وإن كانت العبارة تحتمله لقول الصادق عليه السلام إذا عسر على الميت موته قرب إلى مصلاه الذي كان يصلى فيه وفي حديث زرارة قال إذا اشتد عليه النزع فضعه في مصلاه الذي كان يصلى فيه أو عليه وعن أبي عبد الله عليه السلام إن أبا سعيد الخدري قد رزقه الله هذا الرأي وأنه اشتد نزعه فقال احملوني إلى مصلاي فحملوه فلم يلبث أن هلك وفي حديث آخر عنه عليه السلام إن أبا سعيد الخدري كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان مستقيما فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلى مصلاه فمات فيه والتغميض لعينيه بعد موته معجلا لقوله صلى الله عليه وآله إذا حضرتم موتاكم غمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح ولأن فتح عينيه يقبح منظره ويجوز معه دخول الهوام إليهما وبعد الاغماض يشبه النائم وإطباق فيه بعده كذلك للاتفاق عليه ولئلا يقبح منظره بدونه ويدخل الهوام إلى بطنه وكذا يستحب شد لحييه بعصابة لأمر الصادق عليه السلام به في ابن له وفعله في ابنه إسماعيل ولئلا تسترخي
(٩٤)