لأنسابها فكان آخر من حج منهم ساسان بن بابك جد أردشير بن بابك أول ملوك ساسان وأبوهم الذي يرجعون إليه كرجوع الملوك المروانية إلى مروان بن الحكم وخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب فكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على بئر إسماعيل فقيل: إنما سميت زمزم لزمزمته عليها هو وغيره من فارس، وهذا يدل على كثرة ترادف هذا الفعل منهم على هذه البئر وفي ذلك يقول الشاعر على قديم الزمان:
زمزمة الفرس على زمزم * وذاك من سالفها الأقدم ثم ليخرج ويقول آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا راغبون إلى ربنا راجعون، فإذا خرج من باب المسجد فليكن خروجه من باب الحناطين وهي باب بنى جمح - قبيلة من قبائل قريش - وهي بإزاء الركن الشامي من أبواب المسجد الحرام على التقريب فيخر ساجدا ويقوم مستقبل الكعبة، فيقول:
اللهم إني أنقلب على لا إله إلا الله.
ومن لم يتمكن من طواف الوداع أو شغله شاغل عن ذلك حتى خرج لم يكن عليه شئ، وإذا أراد الخروج من مكة فالمستحب له أن يشترى بدرهم تمرا يتصدق به على ما وردت الأخبار بذلك.
باب فرائض الحج وتفصيل ذلك:
قد ذكرنا فرائض الحج فيما تقدم في اختلاف ضروب الحج وفرقنا بين الأركان وما ليس بركن، ونحن الآن نذكر تفصيل أحكامها إن شاء الله تعالى.
أما النية: فهي ركن في الأنواع الثلاثة من تركها فلا حج له عامدا كان أو ناسيا إذا كان من أهل النية، فإن لم يكن من أهلها أجزأت فيه نية غيره عنه وذلك مثل الصبي يحرم عنه وليه وينوي وينعقد إحرامه عندنا، فعلى هذا إذا فقد النية لكونه سكران وإن حضر المشاهد وقضى المناسك لم يصح حجه بحال.
ثم الإحرام من الميقات: وهو ركن من تركه متعمدا فلا حج له، وإن نسيه ثم ذكر وعليه وقت رجع وأحرم منه، فإن لم يمكنه أحرم من الموضع الذي انتهى إليه، فإن لم