فصل:
فإذا غربت الشمس وأفاض إلى المشعر قال:
اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف وارزقنيه أبدا ما أبقيتني واقلبني اليوم مفلحا منجحا مستجابا لي مرحوما مغفورا لي بأفضل ما ينقلب به أحد من وفدك برحمتك يا أرحم الراحمين.
فإذا وصل إلى الكثيب الأحمر وهو عن يمين الطريق قال:
اللهم صل على محمد وآله وزك عملي وارحم ذلي في موقفي فوقني وسلم لي ديني وتقبل مناسكي.
فإذا وصل إلى المشعر - وحده ما بين المأزمين إلى الحياض وإلى وادي محسر - نزل به.
فصل: في الوقوف بالمشعر:
الوقوف بالمشعر ركن من أركان الحج ووقته للمختار من طلوع الفجر إلى ابتداء طلوع الشمس ويمتد للمضطر الليل كله، فمن فاته حتى طلعت الشمس فلا حج له، يدل على ذلك الاجماع المتكرر ذكره وطريقة الاحتياط، لأنه لا خلاف في صحة حج من وقف به وليس كذلك من لم يقف، وأيضا قوله تعالى: فاذكروا الله عند المشعر الحرام.
وظاهر الأمر يقتضي الوجوب ولا يصح الذكر فيه إلا بعد الكون به وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأيضا ففعل النبي عليه السلام يدل على ذلك لأنه لا خلاف أنه وقف به وقد قال ع: خذوا عني مناسككم وقد روي من طرق المخالف أنه ع قال: من ترك المبيت بالمزدلفة فلا حج له، ويعارض المخالف بما قدمناه من روايتهم عنه ع من قوله، وهو بالمزدلفة:
من وقف معنا هذا الموقف وصلى معنا هذه الصلاة وقد كان قبل ذلك وقف بعرفة ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه لأنه يدل على أن تمام الحج يتعلق بالوقوف بالموقفين وقد قدمنا الجواب عن روايتهم عنه ع: من وقف بعرفة فقد تم حجه