لان ليس لهذا النبات ساق أصلا على ما بينا. ورأينا أصل هذا النبات أخزن في المنازل وجاء وقت نباته، تفرع من الباقلي اللاصق به فروعا وأنبتت من غير أن يظهر لها زهر ولا ثمر لكن لون الباقلي ونفسها كلون زهر الورد، لأنها حين تبزر وتأخذ في النبات، تخرج ما يبزر منها حسن البياض يعلوه تورد قليل.
وزعم ديسقيريدس عن هذا الأصل أيضا أنه قد يؤكل طريا ويابسا. وزعم أنه قد يعمل منه دقيق يشرب. وإذا شرب دقيقه مثل السويق أو عمل منه حسو، كان مقويا للمعدة، نافعا من الاسهال المري وسحوج المعاء. وأما نحن فما وجدنا له جفافا يمكن أن يكون منه سويقا، ولا رأيناه السنة كلها إلا رطبا مثل بصل النرجس وبصل الزعفران وما شاكل ذلك. وزعم أن الشئ الأخضر الذي في وسطه الذي طعمه مر إذا سحق وخلط بدهن وقطر في الاذن، سكن وجعها. وما شاهدنا نحن في وسطه هذا الشئ الذي قاله ديسقيريدس ولا وجدناه السنة كلها إلا كالموز الأخضر.