في ظلمة الليل الرهيب * وطلعة الصبح المنير في قمة الطل العليل * وقد تضمخ بالعطور في ميسة الغصن الرطيب * لهائج اليوم المطير في الراسيات الشامخات * بجانب الوادي العسير في السهل إذ تبدو المروج * كأنها أبراج نور في نظرة الليث الغضوب * ولفتة الظبي الغرير في خطوة الراعي أمام * قطيعه بين الصخور في ذي السماء تزينت * بنجومها روض الزهور أيدي الاله ظواهر * فيها لناظره البصير ومن أبيات له:
يا لمأسور ترامى * بين أيدي الفتيات قد فتن اللب فيه * بالعيون الفاتنات رحن يمشين اختيالا * كالغصون المائسات ثم ينظرن إلينا * بالجفون الناعسات أنت يا قلب جريح * في سهام اللحظات آه من فتك الغواني * بالقلوب الهائمات قد سألنا عن كريم * ينزل الركب لديه فاتى كل مشيرا * لحماكم بيديه هكذا المرء إذا ما * أجمع الكل عليه يأخذون الطيب عنه * ويسيرون إليه وكثيرا يخطئ القاتل * لا عن سوء نية ولكم في الناس بله * ما دروا سر الفضيلة وفروق الناس بالعقل * وما الناس سويه صورة هذا وهذا * جوهر الروح الخفية ومن قصيدة له في وصف الوضع الاجتماعي للبلاد:
بل الوجود بمعشر لم يفهموا * حسبوا الشقاء غنيمة وسعودا ساروا على غير الطريق وأنهم * زعموا بان شقوا الطريق جديدا للفتنة العمياء يمشي مسرعا * هذا وذاك يمده تأييدا وترى الشذوذ بكل نحو سائدا * يزداد في حقل الوجود وقودا والجاحدون غدوا وكل جهودهم * أن يحكموا في الناشئين جحودا يسطو القوي على الضعيف كأننا * في الغاب ضم أرانبا وأسودا إن الأماني المشرقات وجوهها * أضحى الغراب بدربها غريدا الموت خير من معاشرة الألى * لو يمسخوا كانوا هناك قرودا قد أرسلوها خدعة بمظاهر * لو هتكت أبدت ليالي سودا ومن قصيدة له يناجي فيها الباري عز وجل:
كيف تخفى ومن سناك تجلى * كل نور بهذه الكائنات أنت في منتهى الظهور ولكن * لا تراك العيون بالنظرات نظرة منك وهي نظرة لطف * أوجدتنا جميعا للحياة ما رأينا سوى الجميل جميعا * أغرقتنا يداك بالحسنات كل أن تزيدنا منك لطفا * في عطايا كثيرة وهبات شأنك العفو والتفضيل دوما * تنقذ الخلق من يد المهلكات ومن قصيدة له:
يذوب على نغمة الصادحات * وهينمة النسمة العابرة يذوب هياما بلقيا الحبيب * غداة تمثل في الخاطرة فأرسلها زفرة من حشاه * تصعدها الصبوة الثائرة وجن جنون الهوى للقاء * فأب بصفقته الخاسرة تبارك منشئ هذا الجمال * بوجهك يا فتنة الناظرة رويدا فذي خطرات الخيال * تنظمها الفكرة السائرة أمثلي يطغى عليه الغرام * وتأسره اللحظة الآسرة وإني على الحب في شاغل * تبيت الجفون له ساهره أمامي صعاب بهذي الحياة * تضيق بأهوالها الدائرة ومن قصيدة له بعنوان اليراع:
ما الروضة الغنا تداعبها الصبا * فتبث من نفخ الزهور عطورها ما الجدول المنساب في أنحائها * حيا برقراق الغدير زهورها ما الباسقات وقد ترنم فوقها * شاد يفيض على النفوس سرورها ما نغمة الشادي على أغصانه * توحي لنظام القريض شعورها أبهى والطف من فتى ببراعه * قد راح ينظم في الطروس سطورها ومن قصيدة له بعنوان صداقة:
أنزلت آمالي بغير محلها * فرجعت عنها خائبا أتوجع صن ماء وجهك لا ترقه فإنه * أغلى ثمين في الحياة وارفع وقديم ود قد حفظت وداده * في جانبي فلا ملامة تنفع ذاكرته في معشر قد روعوا * بالحادثات من الزمان وضعضعوا فغدا يلفق من هناك ومن هنا * أعذاره ويظن إني أسمع وأريه إني قد قنعت وإنني * بحلاوة من قوله لا أقنع وإلى جبينك يا جدار صداقة * جوفاء لا ترضى ولا هي تطمع لولا اختبار الناس في أشيائهم * ما راح داج عن سنا يتقشر ومن قصيدة له بعنوان هزار الجنوب:
ما لهذا البلبل الصادح * في الأغصان وأجم كان لا يسكت آنا * في تهان أو مآتم أتراه قد شجته في * الربى تلك المظالم أم عرا الروض ذبول فشجاه * لست أدري ما الذي ألهاك يا * صداح عن هذي الزهور أرأيت الصائد الخداع * يأتي بالشرور فتخفيت حذارا * من خفيات الدهور