وفي الاستيعاب: روى إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم وكان قدومه من ارض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب واستعمله رسول الله ص على صدقات مذحج واستعمله على صنعاء اليمن فلم يزل عليها إلى أن مات رسول الله ص ولما هاجر أصحاب رسول الله ص إلى ارض الحبشة الهجرة الثانية كان خالد أول من هاجر إليها. وقال خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد اخبرني أبي ان أعمامه خالدا وابان وعمر ابني سعيد بن العاصي رجعوا من عمالتهم حين مات رسول الله ص فقال أبو بكر ما لكم رجعتم عن عمالتكم ما كان أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله ص ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بني أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله ص ابدا ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا وكان خالد على اليمن وابان على البحرين وعمرو على تيماء وخيبر قرى عربية وكان الحكم تعلم الحكمة ويقال ما فتحت بالشام كورة الا وجد عندها رجل من بني سعيد بن العاصي ميتا وكان سعيد بن سعيد بن العاصي قد قتل مع رسول الله ص بالطائف. الواقدي بسنده كان اسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول اخوته اسلاما اه الاستيعاب ببعض اختصار.
وفي أسد الغابة قدم خالد وأخوه عمرو من أرض الحبشة في السفينتين وقال: قال الغساني قرى عريبة كذا هو غير منون لهذه التي بالحجاز كذا قيده غير واحد من أهل العلم. وفي الإصابة من السابقين الأولين قيل كان رابعا أو خامسا. وروى يعقوب بن سفيان من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره ان الهجرة الأولى إلى الحبشة هاجر فيها جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس وعثمان بن عفان برقية بنت النبي ص وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته وكذا قال ابن إسحاق وسماها أمية بنت خالد بن أسعد بن عامر من خزاعة وسيأتي لخالد ذكر في ترجمة فروة بن مسيك وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر أمره على مشارف الشام في الردة.
وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله انه نجيب بني أمية وأنه من السابقين الأولين ومن المتمسكين بولاء أمير المؤمنين ع.
اسلامه والسبب فيه روى ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك واللفظ للأول عن الواقدي باسناده كان اسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم ويرى في النوم كان أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله ص أخذ بحقويه لا يقع ففزع من نومه فقال أحلف بالله ان هذه لرؤيا حق فذكر ذلك لأبي بكر فقال أريد بك خير هذا رسول الله فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الاسلام الذي يحجزك من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها فلقي رسول الله ص وهو بأجياد فقال يا محمد إلى ما تدعو قال أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده قال خالد فاني أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد انك رسول الله فسر رسول الله باسلامه وتغيب خالد وعلم أبوه باسلامه فأرسل في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجدوه فاتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه وبكته وضربه بمقرعة بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم فقال خالد قد صدق والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال اذهب يا لكع حيث شئت فوالله لأمنعنك القوت فقال خالد ان منعتني فان الله يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم الا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله ص فكان يلزمه ويكون معه. وروى ابن سعد عن الواقدي بسنده عن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص قال كان اسلام خالد بن سعيد بن العاص ثالثا أو رابعا وكان ذلك ورسول الله ص يدعو سرا وكان يلزم رسول الله ويصلي في نواحي مكة خاليا فبلغ ذلك أبا أحيحة فدعاه فكلمه ان يدع ما هو عليه فقال خالد لا أدع دين محمد حتى أموت عليه فضربه أبو أحيحة بقراعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم امر به إلى الحبس وضيق عليه وأجاعه وأعطشه حتى لقد مكث في حر مكة ثلاثا ما يذوق ماء فرأى خالد فرجة فخرج فتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى حضر خروج أصحاب رسول الله ص إلى الحبشة في الهجرة الثانية فلهو أول من خرج إليها.
وروى ابن عساكر في تاريخه سببا آخر في إسلامه شبيها بهذا.
هجرته إلى بلاد الحبشة ورجوعه منها روى الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن إسحاق قال: وممن خرج من أهل مكة مهاجرا إلى أرض الحبشة من أصحاب رسول الله ص من بني أمية بن عبد شمس خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ومعه امرأته فولدت له بأرض الحبشة ابنه سعيد بن خالد اه. ومر أن ذلك في الهجرة الثانية. وفي رواية في الإصابة ان هجرته إلى الحبشة كانت في الهجرة الأولى. لكن الأول أشهر.
وروى ابن سعد عن الواقدي بسنده عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بنت العاص قالت كان أبي خامسا في الاسلام أسلم قبل الهجرة الأولى إلى ارض الحبشة وهاجر في المرة الثانية وأقام بها بضع عشرة سنة وولدت أنا بها وقدم على النبي ص بخيبر سنة سبع فكلم رسول الله ص المسلمين فأسهموا لنا ثم رجعنا مع رسول الله ص إلى المدينة وأقمنا بها وخرج أبي مع رسول الله ص في عمرة القضية وغزا معه الفتح هو وعمي تعني عمرا وخرجا معه إلى تبوك وبعث رسول الله ص أبي عاملا على صدقات اليمن فتوفي ص وأبي باليمن. وبسنده عن أم خالد هذه قالت خرج خالد بن سعيد إلى أرض الحبشة ومعه امرأته همينة أو أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية فولدت له هناك سعيدا وأم خالد. وبسنده عن خالد بن سعيد بن العاص أن رسول الله ص بعثه في رهط من قريش إلى ملك الحبشة فقدموا عليه ومع خالد امرأة له فولدت له جارية وتحركت وتكلمت هناك ثم أن خالدا أقبل هو وأصحابه وقد فرع رسول الله ص