وقسمتنا الأموال كاللحم بالمدي * وقسمتنا الأوطان كل به يقضي ليالي كل الناس بالكفر جهرة * ثقال علينا مجمعون على البغض فساروا وآووا وانتهينا إلى المنى * وقر قرارانا من الأمن والخفض امتناعه وأخويه عن العمل بعد وفاة النبي ص قد عرفت انه كان عاملا للنبي ص على صدقات اليمن وعلى صنعاء وانه بقي عاملا عليها إلى حين وفاته ص وانه بعد وفاته عاد واخوته إلى المدينة ولم يريدوا أن يعملوا لغيره. روى الحاكم في المستدرك بسنده وصاحب الاستيعاب، عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد واللفظ للثاني قال: اخبرني أبي ان أعمامه خالدا وأبانا وعمرا بني سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين بلغهم وفاة رسول الله ص فقال أبو بكر ما لكم رجعتم عن عمالتكم ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله ص ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لاحد بعد رسول الله ص ابدا ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.
امتناعه وأخوه عن البيعة في أسد الغابة: تأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر فقال لبني هاشم انكم لطوال الشجر طيبو الثمر ونحن تبع لكم فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد وابان اه وقال ابن عساكر: روى ابن إسحاق ان خالدا حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله ص تربص ببيعته شهرين وفي رواية ابن البنا ثلاثة أشهر.
وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة ان خالد بن سعيد هذا كان قد تخلف عن بيعة أبي بكر وقال لا أبايع إلا عليا وفي شرح النهج أيضا قال أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة ثنا يعقوب عن أبي النصر عن محمد بن راشد عن مكحول ان رسول الله ص استعمل خالد بن سعيد بن العاص على عمل فقدم بعد ما قبض رسول الله ص وقد بايع الناس أبا بكر فدعاه إلى البيعة فأبى فقال عمر دعني وإياه فمنعه أبو بكر حتى مضت عليه سنة ثم مر به أبو بكر وهو جالس على بابه فناداه خالد أبا بكر هل لك في البيعة قال نعم قال فادن فدنا منه فبايعه خالد وهو قاعد على بابه اه ويأتي في خبر آخر أنه جاء إليه فبايعه على المنبر.
توليته إمارة الجيش الموجه للشام ثم عزله قال ابن أبي الحديد في شرح النهج قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة: أبو زيد عن هارون بن عمر عن محمد بن سعيد بن الفضل عن أبيه عن الحارث بن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الجزاعي قال كان خالد بن سعيد بن العاص من عمال رسول الله ص جاء إلى المدينة وقد بايع الناس أبا بكر فاحتبس عن أبي بكر فلم يبايعه أياما وقد بايع الناس وأتى بني هاشم فقال أنتم الظهر والبطن والشعار دون الدثار والعصا دون اللحا فإذا رضيتم رضينا وإذا سخطتم سخطنا حدثوني إن كنتم بايعتم هذا الرجل قالوا نعم قال على برد ورضا من جماعتكم قالوا نعم قال فانا أرضى وأبايع إذا بايعتم أما والله يا بني هاشم أنكم لطوال الشجر الطيب الثمر ثم أنه بايع أبا بكر وبلغت أبا بكر فلم يحفل بها واضطغنها عليه عمر فلما ولاه أبو بكر الجند الذي أستنفر إلى الشام قال له أتولي خالدا وقد حبس عنك بيعته وقال لبني هاشم ما قال وقد جاء بورق من اليمن وعبيد وحبشان ودروع ورماح ما أرى أن توليه وما آمن خلافه فانصرف عنه أبو بكر وولى أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة اه.
وروى ابن سعيد في الطبقات بسنده عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر فقال لعلي وعثمان أرضيتم بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد وحملها عمر عليه وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع ثم مر عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا وهو في داره فسلم فقال له خالد أتحب أن أبايعك فقال أبو بكر أحب أن تدخل في صالح ما دخل فيه المسلمون قال موعدك العشية أبايعك فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه وكان رأي أبي بكر فيه حسنا وكان معظما له فلما بعث أبو بكر الجنود على الشام عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته فكلم عمر أبا بكر وقال تولي خالدا وهو القائل ما قال فلم يزل به حتى ارسل أبا أروى الدوسي فقال إن خليفة رسول الله يقول لك أردد إلينا لواءنا فأخرجه فدفعه إليه وقال والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم وان المليم لغيرك وهذا يدل على علو الهمة وكبر النفس قال فما شعرت الا بأبي بكر دخل على أبي يعتذر إليه ويعزم عليه ان لا يذكر عمر بحرف الحديث ثم روى بسنده انه لما عزل أبو بكر خالدا ولى يزيد بن أبي سفيان جنده ودفع لواءه إلى يزيد وروى الطبري وتبعه ابن الأثير ان أول لواء عقده أبو بكر لحرب الروم لواء خالد بن سعيد بن العاص ثم عزله قبل ان يسير وولى يزيد بن أبي سفيان وكان سبب عزله له ان خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله ص تربص ببيعته شهرين يقول قد امرني رسول الله ص ثم لم يعزلني حتى قبضه الله ويبعد ان يكون قال ذلك فإنه لا يصلح حجة للتأخر عن البيعة بل الظاهر أنه قال لا أبايع الا علي بن أبي طالب كما مر قال الطبري: وقد لقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان فقال يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فاما أبو بكر فلم يحقدها وأما عمر فاضطغنها عليه ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشام وكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد فاخذ عمر يقول أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وامر يزيد بن أبي سفيان.
ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن خالد بن سعيد مثله الا انه قال فلم يحملها بدل فلم يحقدها وحملها بدل فاضطغنها وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وفي تاريخ دمشق فلم يحفلها.
والذي ذكره المؤرخون ان أبا سفيان لما شاغب بعد بيعة أبي بكر وجاء إلى علي بن أبي طالب يستفزه ورد عليه علي أقبح رد قيل له قد أمر أبو بكر ابنك يزيد قال وصلته رحم وسكت. وروى الطبري بسنده ان عمر بن الخطاب لم يزل يكلم أبا بكر في خالد بن الوليد وخالد بن سعيد ان لا يوليهما فأبى ان يطيعه في خالد بن الوليد وأطاعه في خالد بن سعيد بعد ما