تعليم الناس التواضع وعدم احتقار الفقير لفقره وعدم احترام الغني لغناه سادسا كسر النفس وحملها على التواضع إلى غير ذلك.
اهتمام أبي أيوب براحته ص في الاستيعاب بسنده ان أبا أيوب قال نزل رسول الله ص في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهديق ماء في الغرفة فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء شفقة ان يخلص إلى رسول الله ص فنزلت إلى النبي وانا مشفق فقلت يا رسول الله انه ليس ينبغي ان نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فامر النبي ص بمتاعه ان ينقل ومتاعه قليل الحديث. وفي رواية الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي امامة الباهلي عن أبي أيوب لما نزل على رسول الله ص قلت بأبي وأمي اني أكره ان أكون فوقك وتكون أسفل مني فقال إنه رفق بي ان أكون في السفلى لما ينتابنا من الناس، فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهديق ماؤها فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقا ان يصل إلى رسول الله ص شئ يؤذيه. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
زهده ومعرفته روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن سلم بن عبد الله:
أعرست في عهد أبي فدعا الناس وفيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بستر أخضر فقال يا عبد الله تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا غلبنا النساء فقال من خشيت ان يغلبه النساء فلم أخشى ان يغلبني لا ادخل لكم بيتا ولا أطعم لكم طعاما.
قال ودخل نوف البكالي ورجل آخر على أبي أيوب وقد اشتكى فقال نوف اللهم عافه واشفه فقال لا تقولوا هذا وقولوا اللهم ان كان اجله عاجلا فاغفر له وارحمه وان كان آجلا فعافه واشفه وآجره.
صلاته بالناس بعد مقتل عثمان قال ابن الأثير في اليوم الذي منع فيه عثمان جاء سعد القرظ وهو المؤذن إلى علي بن أبي طالب فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد فدعاه فصلى بالناس فهو أول يوم عرف ان اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.
خبره في دخول علي ع البصرة يوم الجمل في مروج الذهب بسنده عن المنذر بن الجارود في وصف دخول علي ع البصرة يوم الجمل قال فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلد سيفا معه راية فقلت من هذا فقيل أبو أيوب الأنصاري وهؤلاء الأنصار وغيرهم.
خبره في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين في رجال الكشي روى الحارث بن نصير الأزدي عن أبي صادق عن محمد بن سليمان قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فاتيناه فأهدينا له وقعدنا عنده وقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله ص ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي ص امرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وانا نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرفات بالنهروانات وما أدري انى هي وقد روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين وابن عساكر في تاريخ دمشق ما يقارب مضمون هذه الرواية التي مرت عن الكشي فرواها ابن ديزيل كما في الدرجات الرفيعة بسند يخالف سند الكشي في شئ ويوافقه في شئ ولعل الاختلاف وقع من تحريف النساخ فروى ابن ديزيل عن محمد بن سليمان عن ابن فضيل عن إبراهيم الهجري عن أبي صادق واقتصر ابن عساكر على قوله أبو صادق قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له يا أبا أيوب قد أكرمك الله عز وجل بصحبة نبيه ونزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال إن رسول الله ص عهد إلينا ان نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا ان نقاتل معه المارقين ولم أرهم بعد اه.
وفي الدرجات أيضا: روى الخطيب في تاريخه ان علقمة والأسود اتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب ان الله أكرمك بنزول محمد ص وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى واكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله فقال يا هذا ان الرائد لا يكذب أهله ان رسول الله ص أمرنا بقتال ثلاثة مع علي ع بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فاما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعني معاوية وعمرو بن العاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد لنا من قتالهم إن شاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله ص يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار ان رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لمن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى الخبر وهذه الروايات وغيرها تنفي قول من زعم أنه لم يشهد الا النهروان. وفي الدرجات الرفيعة ثم شهد أبو أيوب وقعة النهروان مع أمير المؤمنين ع وهو على مقدمته يقاتل المارقين أيضا كما أمره النبي ص بذلك. وفيه أيضا: روى أبو بكر محمد بن الحسن الاجري تلميذ أبي بكر بن داود السجستاني في الجزء الثاني من كتاب الشريعة باسناده ان علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا أن الله تعالى أكرمك بمحمد ص إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك وكان رسول الله ص ضيفك فضيلة فضلك الله تعالى بها ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب فقال مرحبا بكما وأهلا انني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله ص في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله ص وعلي جالس يمينه وأنا قائم بين يديه وانس إذ حرك الباب فقال رسول الله ص يا انس انظر من بالباب فخرج فنظر ورجع فقال هذا عمار بن ياسر قال أبو أيوب فسمعت رسول الله ص يقول يا انس افتح لعمار الطيب المطيب ففتح انس الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله ص فرد ع ورحب به وقال يا عمار سيكون في أمتي بعدي هناة واختلاف حتى يختلف السيف بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض فان رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني يعني عليا ع وان سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي