وتدبيره فقد أظهر الدهاء وحسن التدبير في حياته واستمر أثره إلى ما بعد موته.
أمه فاطمة بنت محمد بن إبراهيم النعماني صاحب الغيبة النعمانية.
نسبه قال ابن خلكان بعد ما ذكر نسبه كما ذكرناه ونقلت نسبه المذكور من خط أبي القاسم علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي المصري صاحب الرسائل وذكر أنه منقول من خط الوزير المذكور.
وبلاس في بعض المواضع بالسين المهملة وفي بعضها بالمعجمة ورأيت في بعضها النص على انها بالمهملة وفي الرياض بلاش في النسخة المقروءة من الخلاصة على العلامة وفي المشيخة أيضا بالشين المعجمة ولكن المضبوط في ايضاح الاشتباه بالسين المهملة اه والظاهر أن كتابتها بالمعجمة اشتباه نشأ من أن القدماء كانوا يضعون ثلاث نقط تحت السين المهملة كما يضعونها فوق الشين المعجمة والله أعلم.
نسبته في حاشية الرياض عن ابن خلكان عن ابن النجار في تاريخه أن أصلهم يعني أجداد الوزير المغربي من البصرة وانتقل سلفه إلى بغداد وكان جد أبيه أبو الحسن على ديوان المغرب فقيل له المغربي نسبة إلى بلاد المغرب قال ابن خلكان رأيت في بعض المجاميع انه لم يكن مغربيا وانما أحد أجداده وهو أبو الحسين علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان يقال له المغربي فأطلقت عليهم هذه النسبة ولقد رأيت خلقا كثيرا يقولون هذه المقالة ثم نظرت بعد ذلك في كتابه الذي سماه أدب الخواص فوجدت في أوله وقد قال المتنبي وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه. فهذا يدل على أنه مغربي حقيقة لا كما قالوه ثم أعاد هذا القول بعينه لما ذكر النابغة الجعدي وانشد بيتا للمتنبي ووقع في لسان الميزان المطبوع ابن المثوي والظاهر أنه تحريف ابن المغربي.
الأوارجي خال أبيه لا خاله قال ابن خلكان رأيت جماعة من أهل الأدب يقولون ان أبا علي هارون بن عبد العزيز الأوراجي ممدوح المتنبي هو خاله ثم أني كشفت عنه فوجدته خال أبيه.
الأقوال فيه كان عالما فاضلا أديبا شاعرا ناثرا كاتبا عاقلا ذكيا داهية شجاعا قائما بأمور الوزارة جامعا للفضل والعقل والشعر والأدب له ديوان شعر ونثر ولأبي العلاء المعري إليه رسائل وبينهما مراسلات وكان خطه في غاية الجودة تولى وزارة الملك مشرف الدولة بن بويه وكتب لقرواش بن بدر أمير الموصل وغيره ووزر لابن مروان صاحب ديار بكر وقلب بدهائه رأي ابن الجراح عن الحاكم وأقنع أمير مكة بقبول امارة المؤمنين وأحضره إلى الرملة واستمر اثر دهائه إلى ما بعد موته في قصة دفنه المتقدمة وأينما وجد كان يتولى أكبر منصب الوزارة أو الكتابة وحصل العلوم والفضائل وصنف الكتب والرسائل قبل ان يبلغ أربعا وعشرين سنة. وقال والده في حقه على ما حكاه ابن خلكان قال: وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد الوزير المغربي على ظهر مختصر اصلاح المنطق الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله: ولد سلمه الله تعالى وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة 370 واستظهر القرآن العزيز وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر وتصرف في النثر وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظراؤه ومن حساب المود والجبر والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة واختصر هذا الكتاب فتناهى في اختصاره وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شئ من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة وكان ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة ارغب إلى الله في بقائه ودوام سلامته.
وقال النجاشي الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف الوزير أبو القاسم المغربي من ولد بلاس بن بهرام جور وأمه فاطمة بنت أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة توفي رحمه الله يوم النصف من شهر رمضان سنة 418 وذكر العلامة في الخلاصة هذه العبارة بعينها في ترجمته بدون أن يشير إلى أنها عبارة النجاشي كما هي عادته حتى قوله شيخنا مع أنه إذا كان النعماني شيخ النجاشي فليس شيخ العلامة ولذلك اعترضه في هذا صاحب الحاوي الا ان يريد بشيخنا مجرد التعظيم ولكن الحقيقة انه نقل عبارة النجاشي برمتها ولم يتفطن إلى لزوم حذف كلمة شيخنا منها ووصفه ياقوت في معجم الأدباء بالأديب اللغوي الشاعر الكاتب وقال حفظ القرآن وعدة كتب في النحو واللغة وكثيرا من الشعر وأتقن الحساب والجبر والمقابلة ولم يبلغ من العمر أربعة عشر ربيعا وكان حسن الخط سريع البديهة في النظم والنثر وقال ابن خلكان أمه بنت محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ذكره في أدب الخواص قال وكان من الدهاة العارفين.
وقال ابن الأثير: كان محتالا حسودا إذا دخل عليه ذو فضيلة سأله عن غيرها ليظهر للناس جهله اه والله أعلم بصحة ذلك ومصدره أ هو الحقيقة أم بعض من كان يحسده وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 418 فيها توفي أبو القاسم ابن المغربي الوزير واسمه حسين بن علي الشيعي لما قتل الحاكم بمصر أباه وعمه وإخوته هرب وقصد حسان بن مفرج الطائي ومدحه فأكرم مورده ثم وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان الكردي وله شعر رائق وعدة تآليف وكان من أدهى البشر وأذكاهم وقال ابن عساكر كان أديبا مترسلا وشاعرا فاضلا ذا معرفة بصناعتي الكتابة الإنشائية والحسابية وفي لسان الميزان: الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم ابن المغربي كان أبوه من وزراء خلفاء مصر فقتله الحاكم وقتل أقاربه وفر أبو القاسم إلى الرملة وأراد قلب الدولة الا ان الظفر آل إلى الحاكم فدخل أبو القاسم العراق وولي الوزارة في عدة بلاد ولم يزل في تقلبه إلى أن مات في رمضان سنة 418 وكان مولده في ذي الحجة سنة 390 وكان يسأل النحوي عن الفقه والفقيه عن التفسير والمفسر عن العروض وأمثال ذلك وكان ينسب إلى الدهاء مع ما فيه من التشيع وذكر له ابن بسام في الذخيرة رسالة فيها أسئلة عن عدة فنون دالة على تبحره في العلوم ووصفه أبوه ومؤدبه علي بن منصور بن