طالب المعروف بدوخلة بالذكاء المفرط زاد مؤدبه وصفه بالحقد والملل والاقدام والجرأة مع عدم الحزم وارتكاب العظائم في حصول غرضه حتى أنه لما أراد انقلاب دولة بني عبيد حسن لأمير مكة ان يطلب الخلافة وعمد إلى حلية الكعبة من ذهب وفضة فضربها دنانير ودراهم فانفقها في العرب ثم لما خدع الحاكم عرب الرملة الذين استنصر بهم أبو القاسم ورجعوا لطاعته فر أبو القاسم فدخل العراق وتوصل حتى ولي الوزارة بالموصل وبيمافارقين وببغداد ثم فجأه الموت ويقال انه سم والله أعلم اه وفي الرياض الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف المغربي الفاضل العالم الأديب الشاعر المنشئ الكامل المعروف بالوزير أبو القاسم المغربي وتارة بالوزير المغربي ويظهر من كلام الشيخ في الفهرست في ترجمة السيد المرتضى ان المرتضى يروي عنه اه ولا أثر لذلك في الفهرست.
أخباره قال ابن الأثير في حوادث سنة 414 وابن خلكان وياقوت في معجم البلدان وابن عساكر في تاريخ دمشق وابن حجر في لسان الميزان واللفظ مقتبس من مجموع كلامهم: كان أبوه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان فسار إلى مصر فتولى بها الوزارة وكان معه ابنه أبو القاسم المترجم فلما قتل الحاكم العبيدي أبا المترجم وعمه وأخويه هرب المترجم من مصر إلى الشام فلما بلغ الرملة واجتمع بصاحبها المتغلب عليها حسان بن الحسن بن دغفل بن الجراح الطائي وبنيه وبني عمه مدحه واستجار به فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه وايحاشه فأقام عنده محترما وبقي مدة أفسد في خلالها نيته ونية بنيه وبني عمه على الحاكم وحمله على مخالفته والخروج عن طاعته ففعل وحسن له ان يبايع أبا الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة فاجابه إلى ذلك فرحل عنه إلى الحجاز مجتازا بالبلقاء من أعمال دمشق فلما وصل إلى مكة أطمع أبا الفتوح المذكور في مملكة الحاكم واحضره إلى الرملة فبايعوه بالخلافة ولقبوه بالرشيد بتدبير أبي القاسم المذكور فقلق الحاكم لذلك وخاف على ملكه فلم يزل الحاكم يعمل الحيلة حتى استمال بني الجراح ببذل الأموال فانفذ إلى حسان مالا جليلا وأفسد معهم حال أبي الفتوح وانتقض أمره واعاده حسان إلى وادي القرى وسار أبو الفتوح منه إلى مكة وقصد الوزير أبو القاسم العراق هاربا من الحاكم ومفارقا لبني الجراح وقصد فخر الملك أبا غالب بن خلف وزير القادر بالله فرفع الوزير امره إلى القادر فاتهمه القادر لأنه من مصر بأنه حضر لافساد الدولة العباسية وراسل فخر الملك في ابعاده وكيف يتوهم ذلك القادر والحاكم قد قتل أباه وعمه وأخويه ونجا هو هاربا ولا بد ان يكون ذلك قد شاع وذاع وبلغ القادر ولكن الظاهر أن القادر خاف منه لما اشتهر من نباهته واقتداره ودهائه وإفساده بني الجراح على الحاكم وحملهم على مبايعة أمير مكة فخاف ان يجري معه شبه ذلك فطلب ابعاده مظهرا ان ذلك لكونه من مصر والحقيقة انه طلب ابعاده لكونه الوزير المغربي سواء كان من مصر أم غيرها قال ابن الأثير فأبعده فخر الملك فقصد قرواشا بالموصل فكتب له ثم عاد عنه وتنقلت به الحال إلى أن وزر لمشرف الدولة بن بويه وذلك أن مشرف الدولة قبض في هذه السنة أي سنة 414 على وزيره أبا الحسين بن الحسن الرخجي وعزله واستوزر بعده أبا القاسم هذا وأما ابن خلكان فقال إن المقتدر راسل فخر الملك في ابعاده فاعتذر عنه فخر الملك وقام في اسره واتفق انحدار فخر الملك من بغداد إلى واسط فاخذ أبا القاسم في جملته وأقام معه بواسط في جملة من الرعاية إلى توفي فخر الملك مقتولا وشرع الوزير أبو القاسم في استعطاف قلب القادر والتنصل مما نبز به حتى صلح له بعض الصلاح وعاد إلى بغداد وأقام قليلا ثم أصعد إلى الموصل واتفق موت أبي الحسن بن أبي الوزير كاتب معتمد الدولة أبي المنيع قرواش أمير بني عقيل فتقلد كتابته موضعه ثم شرع أبو القاسم يسعى في وزارة الملك مشرف الدولة البويهي ولم يزل يعمل السعي إلى أن قبض على الوزير مؤيد الملك أبي علي فكوتب الوزير أبو القاسم بالحضور من الموصل إلى الحضرة وقلد الوزارة من غير خلع ولا لقب ولا مفارقة الدراعة وقال ابن الأثير في حوادث سنة 414: فيها قبض مشرف الدولة على وزيره مؤيد الملك الرخجي وعزله واستوزر أبا القاسم المغربي وأقام كذلك حتى جرى من الأحوال ما أوجب مفارقة مشرف الدولة بغداد فخرج معه منها وقصد أبا سنان غريب بن محمد بن مقن ونزلا عليه وأقاما بأوانا وبينا هو على ذلك إذ عرض له إشفاق من مخدومه مشرف الدولة دعاه إلى مفارقته فانتقل إلى أبي قرواش بالموصل وأقام عنده ثم تجدد من سوء رأي القادر فيه ما ألجأته الضرورة بسبب ما كوتب به قرواش وغريب في معناه إلى مفارقته والابعاد عنه وقصد أبا نصر ابن مروان بميافارقين وأقام عنده على سبيل الضيافة إلى أن توفي وقيل إنه لما توجه إلى ديار بكر وزر لسلطانها أحمد بن مروان وأقام عنده إلى أن توفي 13 شهر رمضان سنة 418 وقيل 28 والأول أصح وقال ابن الأثير في حوادث سنة 411 فيها قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلد على وزيره أبي القاسم المغربي وعلى أبي القاسم سليمان بن فهد وكان ينظر في ضياع قرواش سخط عليهما فحبسهما وطولب سليمان بالمال فادعى الفقر فقتل واما المغربي فإنه خدع قرواشا ووعده بمال له في الكوفة وبغداد فامر بحمله وترك. وقال في حوادث سنة 415 فيها تأكدت الوحشة بين الأثير عنبر الخادم ومعه الوزير ابن المغربي وبين الأتراك فاستأذن الأثير والوزير الملك مشرف الدولة في الانتزاح إلى بلد يا منان فيه على أنفسهما فقال انا أسير معكما فساروا جميعا إلى السندية وبها قرواش فأنزلهم ثم ساروا كلهم إلى أوانا فلما علم الأتراك ذلك انزعجوا وأرسلوا يعتذرون فكتب إليهم أبو القاسم المغربي انني تأملت مالكم من الجامكيات فإذا هي ستمائة ألف دينار وعملت دخل بغداد فإذا هو أربعمائة ألف دينار فان استقطتم مائة ألف دينار تحملت بالباقي فقالوا نسقطها فاستشعر منهم أبو القاسم المغربي فهرب إلى قرواش فكانت وزارته عشرة أشهر وخمسة أيام قال وفيها وقعت بالكوفة مباينة بين المختار أبي علي بن عبيد الله العلوي وبين الزكي أبي علي النهرسابسي وأبي الحسن علي بن طالب عمر فاعتضد المختار بالعباسيين فساروا إلى بغداد وشكوا ما يفعل بهم النهرسابسي فتقدم القادر بالاصلاح بينهم مراعاة لأبي القاسم الوزير المغربي لأن النهرسابسي كان صديقه وابن أبي طالب كان صهره فعادوا وجرى بينهم قتال ظهر فيه العلويون وقتل من العباسيين ستة وأحرقت دورهم ونهبت فامر القادر بصرف ابن أبي طالب عن نقابة الكوفة وردها إلى المختار فأنكر الوزير المغربي ما يجري على صهره ابن أبي طالب من العزل وكان عند قرواش بسر من رأى فاعترض ارحاء كانت للخليفة بدزنجان فأرسل الخليفة إلى قرواش يأمره بابعاد المغربي عنه ففعل فسار المغربي إلى ابن مروان بديار بكر وذكر ذلك في حوادث 416 فقال فيها ارسل القادر إلى قرواش يأمره بابعاد الوزير أبي القاسم المغربي وكان عنده فأبعده فقصد نصر الدولة أحمد بن مروان الكردي بميافارقين.