منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
مطلوب واقعا. بخلاف الواجب الغيري، لتمحض وجوبه في أنه لكونه (1) مقدمة لواجب نفسي، وهذا (2) أيضا لا ينافي أن يكون معنونا بعنوان حسن في نفسه، إلا أنه لا دخل له في إيجابه (3) الغيري. [1] ولعله (4) مراد من فسرهما بما أمر به لنفسه، وما أمر به لأجل غيره،
____________________
غيري.
وبالجملة: إن كان الموجب لايجاب الشئ حسنه الذاتي، فهو نفسي، وإن كان هو كونهما مقدمة لمطلوب آخر، فهو غيري.
(1) أي: الواجب الغيري، وهو المرجع أيضا لضميري - أنه ووجوبه -.
(2) أي: التعريف للواجب الغيري بكونه متمحضا في مقدميته لواجب نفسي لا ينافي أيضا اتصاف الواجب الغيري بعنوان حسن في نفسه، لكنه ليس دخيلا في إيجابه الغيري، كالوضوء، والغسل، على ما تقدم آنفا.
(3) أي: الواجب، وضميرا - أنه وله - راجعان إلى عنوان حسن، و يمكن أن يكون ضمير - أنه - للشأن.
(4) أي: ما ذكرناه من تعريف الواجب النفسي بما وجب لحسنه الذاتي، والغيري بما وجب لمقدميته لواجب نفسي.
وغرضه من هذه العبارة: دفع الاعتراض المزبور - وهو لزوم اندراج جل الواجبات النفسية في الواجبات الغيرية - عمن فسر النفسي ب (ما امر به لنفسه)، والغيري ب (ما امر به لأجل غيره) بأنه يحتمل أن يريد من هذا التفسير ما ذكرناه:
من كون الواجب النفسي ما وجب لحسن نفسه، والغيري ما وجب لحسن غيره،

[1] فتكون النفسية والغيرية كالاطلاق والاشتراط وصفين إضافيين، كما أن النسبة بينهما على تحديد الميرزا (قده) لهما هي التباين، لان الوجوب الابتدائي غير المترشح من وجوب غيره مباين للوجوب المترشح من غيره، كما لا يخفى.
(٢٣٧)
مفاتيح البحث: الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست