منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٤٠٦
الناشئ عن مقدماته الناشئة عن شقاوتهما الذاتية اللازمة لخصوص ذاتهما، فإن السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه، و الناس معادن كمعادن
____________________
الجبر. [1]
[1] لكنك خبير بأن ما أفاده ليس دافعا لشبهة الجبر بل هو مثبت لها، إذ المفروض كون السعادة والشقاوة ذاتيتين، والايمان والكفر والإطاعة والعصيان من لوازمهما التي لا تنفك عنهما، وعلى هذا كيف يحسن التكليف بهما والعقاب عليهما؟ وحسن مؤاخذة الموالي العرفية لعبيدهم على مخالفتهم لأوامرهم وعدم الاعتداد باعتذارهم بأن المخالفة مستندة إلى الامر الذاتي وهو الشقاوة أقوى شاهد على عدم كون العصيان من اللوازم الذاتية القهرية، وأنه ناش عن ترجيح وجوده على عدمه، واختيار فعله على تركه، وكون المؤاخذة عندهم مترتبة على الفعل الاختياري، هذا. مضافا إلى دلالة الروايات على عدم الجبر، وأن كلا من الطاعة والعصيان يكون باختيار العبد، مثل ما رواه الوافي عن توحيد الصدوق والاحتجاج عن اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الله خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم، فما أمرهم به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى أخذه، وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه) وما رواه الكافي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون) وما رواه الكافي أيضا عن يونس عن عدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي، قال: الله أعدل من أن يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها) الحديث، إلى غير ذلك من الروايات الصريحة أو الظاهرة في نفي الجبر، ولا ينافي ذلك ما رواه الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: (سألته فقلت: الله فوض الامر إلى العباد، قال: