رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، ومن ترك مالا فللوارث، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي " أقول الضياع بالفتح العيال.
ورواية عطا (1) عن أبي جعفر عليه السلام " قال: قلت له: جعلت فداك إن علي دينا إذا ذكرته فسد على ما أنا فيه، فقال: سبحان الله أما بلغك أن رسول الله عليهما السلام كأن يقول في خطبته من ترك ضياعا فعلي ضياعه، ومن ترك دينا فعلي دينه، ومن ترك مالا (فأكله) فكفالة رسول الله صلى الله عليه وآله ميتا ككفالته حيا فقال الرجل: نفست عني جعلني الله فداك " قيل إنما كان له صلى الله عليه وآله يأكله لأنه وارث من لا وارث له، وأن معنى قوله نفست عني لأنه علم به أنه يقضي دينه بضمان النبي صلى الله عليه وآله على يد من شاء الله.
أقول: وينبغي أن يزاد على ما ذكره أنه إن لم يتفق الأداء في الدنيا، فإنه صلى الله عليه وآله في الآخرة يقضيه عنه، ولو بارضاء غريمه، وتعويضه كما يستفاد من بعض الأخبار.
وقال في كتاب الفقه الرضوي (2) " فإن كان غريمك معسرا وكان أنفق ما أخذ منك في طاعة الله فانظر إلى ميسرة، وهو أن يبلغ خبره إلى الإمام فيقضي عنه، أو يجد الرجل طولا فيقضي دينه وإن كان أنفق ما أخذه منك في معصية الله فطالبه بحقك، فليس هو من أهل هذه الآية ".
أقول: ويحتمل بالنظر إلى هذا الكلام منه عليه السلام في هذا المقام حمل رواية السكوني الدالة على دفعه إلى الغرماء على ما إذا كان ما أخذه قد صرفه في معصية الله وأنه لا يسامح ولا يترك مؤاخذه له بسوء عمله، وإن كان معسرا فإنه غير داخل تحت الآية على الانظار إلى ميسرة، وتحمل تلك الروايات الدالة على أنه يخلى سبيله على ما إذا كان مصرف الدين في طاعة أو مباح، وهو بمقتضى كلامه عليه السلام في هذا الكتاب وجه حسن في الجمع بين هذه الأخبار، إلا أن الذي صرح به في