____________________
ومقاديرها وأشكالها، فكذلك شمس اليقين إذا أشرقت واستضاءت بنورها النفس، أراد ذلك أمر الملكوت، وأحوال الدنيا والآخرة، وبواطن الأشياء والأسرار التي في الغيوب، مما كشفها الله لأنبيائه، وأطلع عليها قلوب خيرته وأصفيائه (1).
قلت: ومما يؤيد هذا المعنى ما رواه ثقة الإسلام في الصحيح بإسناده عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرا لونه، قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله صلى الله عليه وآله موقنا، فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله، وقال: إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني وأسهر ليلي وأظمأ هو أجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون على الأرائك متكئون، وكأني أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذبون مصطرخون، وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان، ثم قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشاب: أدع لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله، فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر (2).
وهذا الشاب هو حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، كما وردت به رواية أخرى. (3)
قلت: ومما يؤيد هذا المعنى ما رواه ثقة الإسلام في الصحيح بإسناده عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرا لونه، قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله صلى الله عليه وآله موقنا، فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله، وقال: إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني وأسهر ليلي وأظمأ هو أجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون على الأرائك متكئون، وكأني أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذبون مصطرخون، وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان، ثم قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشاب: أدع لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله، فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر (2).
وهذا الشاب هو حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، كما وردت به رواية أخرى. (3)