____________________
له صدق الأنبياء عليهم السلام، ولا سيما محمد خاتم النبيين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، في جميع ما أخبروا عنه إجمالا أو تفصيلا، على حسب نوره وبمقدار انشراح صدره، وتنبعث من قلبه داعية العمل بكل (1) مأمور والاجتناب لكل محظور، فينضاف إلى نور معرفته أنوار الأخلاق الفاضلة والملكات الحميدة «نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم» (2)، «نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء» (3).
وأما الوجود الذهني فملاحظة المؤمن لهذا النور ومطالعته له ولمواقعه (4).
وأما الوجود اللفظي فخلاصته ما اصطلح عليه الشارع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا يخفى أن مجرد التلفظ بقولنا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، من غير النور المذكور لا يفيد، إلا كما يفيد العطشان التلفظ بالماء الزلال، إلا أن التعبير عما في الضمير لما لم يتيسر الا بواسطة النطق المفصح عن كل خفي، والمعرب عن كل مشتبه، كان للتلفظ بكلمة الشهادة ولعدمه مدخل عظيم في الحكم بإيمان المرء وكفره، فصح جعل ذلك وما ينخرط في سلكه من العلامات كعدم لبس الغيار وشد الزنار دليلا عليهما، وتفويض أمر الباطن إلى عالم الخفيات المطلع على السرائر والنيات، انتهى.
وكلامه في الوجود العيني للإيمان مأخوذ من قول أمير المؤمنين عليه السلام: إن الإيمان يبدو لمظة في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة (5).
قال الشيخ كمال الدين رحمه الله: أراد أن الإيمان وهو التصديق بوجود الصانع تعالى، أول ما يكون في القلب يكون حالة، ثم لا يزال يتأكد بالبراهين والأعمال الصالحة إلى أن يصير ملكة تامة، ولفظ اللمظة استعارة لما يبدو من نور الإيمان في
وأما الوجود الذهني فملاحظة المؤمن لهذا النور ومطالعته له ولمواقعه (4).
وأما الوجود اللفظي فخلاصته ما اصطلح عليه الشارع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا يخفى أن مجرد التلفظ بقولنا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، من غير النور المذكور لا يفيد، إلا كما يفيد العطشان التلفظ بالماء الزلال، إلا أن التعبير عما في الضمير لما لم يتيسر الا بواسطة النطق المفصح عن كل خفي، والمعرب عن كل مشتبه، كان للتلفظ بكلمة الشهادة ولعدمه مدخل عظيم في الحكم بإيمان المرء وكفره، فصح جعل ذلك وما ينخرط في سلكه من العلامات كعدم لبس الغيار وشد الزنار دليلا عليهما، وتفويض أمر الباطن إلى عالم الخفيات المطلع على السرائر والنيات، انتهى.
وكلامه في الوجود العيني للإيمان مأخوذ من قول أمير المؤمنين عليه السلام: إن الإيمان يبدو لمظة في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة (5).
قال الشيخ كمال الدين رحمه الله: أراد أن الإيمان وهو التصديق بوجود الصانع تعالى، أول ما يكون في القلب يكون حالة، ثم لا يزال يتأكد بالبراهين والأعمال الصالحة إلى أن يصير ملكة تامة، ولفظ اللمظة استعارة لما يبدو من نور الإيمان في