تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) ولقيته امرأة من الأنصار معها أولادها فقال " والذي نفسي بيده انكم لأحب الناس إلي " ثلاث مرات وقال " والله لأغزون قريشا والله لأغزون قريشا والله لأغزون قريشا " ولو كان هذا مكروها لكان النبي صلى الله عليه وسلم أبعد الناس منه، ولان الحلف بالله تعظيم له وربما ضم إلى يمينه وصف الله تعالى بتعظيمه وتوحيده فيكون مثابا على ذلك، وقد روي أن رجلا حلف على شئ فقال والله الذي لا إله إلا هو ما فعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما انه قد كذب ولكن قد غفر له بتوحيده " وأما الافراط في الحلف فإنما كره لأنه لا يكاد يخلو من الكذب والله أعلم فأما قوله (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) فمعناه لا تجعلوا أيمانكم بالله مانعة لكم من البر والتقوى والاصلاح بين الناس وهو أن يحلف بالله أن لا يفعل برا ولا تقوى ولا يصلح بين الناس ثم يمتنع من فعله ليبر في يمينه ولا يحنث فيها فنهوا عن المضي فيها
(١٦٥)