بغير الله سيئة والحسنة تمحو السيئة وقد قال الله تعالى [ان الحسنات يذهبن السيئات] وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تمحها " ولان من حلف بغير الله فقد عظم غير الله تعظيما يشبه تعظيم الرب تبارك وتعالى ولهذا سمي شركا لكونه أشرك غير الله مع الله تعالى في تعظيمه بالقسم به فيقول لا إله إلا الله توحيدا لله تعالى وبراءة من الشرك، وقال الشافعي: من حلف بغير الله تعالى فليقل أستغفر الله (فصل) ويكره الافراط في الحلف بالله تعالى لقول الله تعالى [ولا تطع كل حلاف مهين] وهذا ذم له يقتضي كراهة فعله، فإن لم يخرج إلى حد الافراط فليس بمكروه إلا أن يقترن به ما يوجب كراهته. ومن الناس من قال الايمان كلها مكروهة لقول الله تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحلف كثيرا وقد كان يحلف في الحديث الواحد أيمانا كثيرة وربما كرر اليمين الواحدة ثلاثة فإنه قال في خطبة الكسوف " والله يا أمة محمد ما أحد أغير من الله ان يزني عبده أو
(١٦٤)