الطواف فإن قدمه لم يجزه وكان عليه الإعادة، فإذا أراد الخروج إلى الصفا استحب له استلام الحجر الأسود بجميع بدنه وأن يأتي زمزم فيشرب من مائها ويصب على بدنه دلوا منه ويكون ذلك من الدلو الذي بحذاء الحجر وليخرج من الباب المقابل للحجر الأسود حتى يقطع الوادي، فإذا صعد إلى الصفا نظر إلى البيت واستقبل الركن الذي فيه الحجر وحمد الله وأثنى عليه وذكر من آلائه وبلائه وحسن ما صنع به ما قدر عليه.
ويستحب أن يطيل الوقوف على الصفا فإن لم يمكنه وقف بحسب ما تيسر له ودعا بما تيسر له من الأدعية فإنها كثيرة مذكورة موردة في كتب المناسك والأدعية والعبادات لم نوردها ههنا مخافة التطويل. والصعود على الصفا غير واجب بل الواجب السعي بين الصفا والمروة، وكذلك صعود المروة غير واجب، ثم ينحدر إلى المروة ماشيا أو راكبا والمشي أفضل، فإذا انتهى إلى الموضع الذي يرمل فيه " أي يهرول فيه والرمل الإسراع وهو أن يملأ فروجه " استحب له السعي فيه " والسعي هو الإسراع الذي ذكرناه " فإذا انتهى إلى آخره كف عن السعي ومشى مشيا، فإذا جاء من عند المروة مشى مشيا، فإذا وصل إلى موضع السعي سعى فيه، فإذا قطعه كف عن السعي ومشى مشيا، " والسعي هو أن يسرع الانسان في مشيه إن كان ماشيا وإن كان راكبا حرك دابته في الموضع الذي ذكرناه وذلك على الرجال دون النساء ".
وقطع مسافة ما بين الصفا والمروة فريضة وركن على ما قدمناه، فمن تركه متعمدا فلا حج له ومن تركه ناسيا كان عليه إعادة السعي لا غير، فإن خرج من مكة ثم ذكر أنه لم يكن قد سعى وجب عليه الرجوع وقطع ما بين الصفا والمروة، فإن لم يتمكن من الرجوع جاز له أن يأمر من يسعى عنه، وإن ترك الرمل " بفتح الراء والميم وقد فسرناه " لم يكن عليه شئ ويجب البدأة بالصفا قبل المروة والختم بالمروة فمن بدأ بالمروة قبل الصفا وجب عليه إعادة السعي.
والسعي المفروض ما بين الصفا والمروة سبع مرات فمن سعى أكثر منه متعمدا فلا سعي له ووجب عليه إعادته، فإن فعل ذلك ناسيا أو ساهيا طرح الزيادة واعتد بالسبعة