من الكثرة مقدار ما يثقلها ويؤذيها ويهيجها إلى دفعه بسرعة. وما كان من الدقيق لم يستقصن طحنه ولم ينقى من نخالته، فكلما نراه خارجا لا ينحل في الماء، كذلك حاله في المعدة لأنه لا يبتل بسرعة لكنه يبقى صحيحا غير منهضم ولا ممتاز من نخالته، وكذلك صار عسير الانهضام بطئ النفوذ في العروق جدا لأنه يجفو عن أفواه عروق الكبد المتصلة بالمعدة والمعاء. ولهذه الجهة صار سريع الانحدار جدا لجهتين: أحدهما أنه لتعذر انهضامه وبعد نفوذه في العروق، يبقى منه في المعاء من الكثرة ما يثقلها ويؤذيها ويهيجها إلى دفعه بسرعة. والثانية: لما في النخالة من قوة الجلاء والغسل المهيج للمعاء لدفع ما فيها بسرعة.
(٧٥)