ومطبوخه، وربما طبخ مع السمك والخل، وقد يتخذونه بالملح أيضا ويؤكل (1). وبزر هذا النبات يسمى فطراساليون. وإذا شرب بشراب العسل، أسخن المبرودين وأدر الطمث ونفع من تقطير البول. وإذا عمل منه ضماد أو لطوخ، فعل مثل ذلك أيضا. وأصله يفعل ما يفعله بزره إلا أنه أضعف قليلا.
ومنه نوع رابع يسمى أسمرنتون (2) ومعناه المر، لان رائحته شبيهة برائحة المر وينبت كثيرا في الجبل الذي يقال له أماتس وله ساق شبيه بساق الكرفس. وما يلي الأرض من الورق منحن، إلى خارج. وفى الورق رطوبة يسيرة تدبق باليد. والنبات في نفسه صلب له رائحة طيبة معها حدة يسيرة، وفى طعم ورقه بشاعة شبيهة بطعم الأدوية، ولونه إلى الصفرة ما هو، وعلى ساقه إكليل شبيه (3) بإكليل الشبت، وبزره مستدير شبيه ببزر الكرنب (4)، ولونه أسود وطعمه حريف ورائحته كرائحة المر سواء. وأما أصله فلين كثيرا، وعلى الأصل قشر خارجه أسود وداخله أصفر إلى البياض ما هو. وأكثر نباته في المواضع الصخرية وعلى التلول. وقوة ثمره وأصله وفرعه قوة مسخنة. وقد يتخذ ورقه بالملح ويؤكل بالخل، فيعقل البطن.
وإذا شرب أصله، نفع من نهش الهوام وأبرأ عسر التنفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب، ونفع من عسر البول. وإذا تضمد به في ابتداء الأورام البلغمانية والأورام الصلبة، حللها وبددها. وإذا دق وتحملته المرأة، أسقط الأجنة.
وأما بزره فيدر الطمث ويخرج المشيمة وينفع من وجع الكلى والمثانة وأوجاع الطحال. ومن خاصته أنه إذا شرب، حلل النفخ العارض في المعدة، وهيج الجشاء وجلب العرق. وبهذا صار نافعا من الاستسقاء ومن أدوار الحميات المتطاولة.
وذكر ديسقيريدس نوعا خامسا من الكرفس يسمى سمير (5). وزعم أن بعض الناس سماه قرة العين. وأما جالينوس فسماه جرجير الماء، وزعم أن عظمه كعظم الكرفس المربى، وساقه قائم وله أغصان تعلوها رطوبة لزجة تدبق باليد، وورق مستدير أكبر من ورق النمام البستاني، وهو أملس شديد الخضرة قريب من خضرة الجرجير، ولذلك نسبه جالينوس إلى الجرجير. وفى رائحته وطعمه عطرية دالة على إسخانه، ولذلك قال جالينوس وبحسب رائحة هذا النبات وطعمه من العطرية، كذلك قوته في الاسخان. ومن قبل ذلك صار ملطفا (6) للفضول مدرا (6) للبول مفتتا (6) للحصى المتولدة في الكلى، محدرا (6) لدم الطمث مسقطا (6) للأجنة. وزعم ديسقيريدس أنه إن أكل، نفع من قرح الأمعاء.