موطن الانشاء وهذه المرحلة كالخارجيات لا ينفك المنشأ فيها بوجوده الانشائي عن الانشاء، ومرحلة تحقق المنشأ في عالم الاعتبار وهذه المرحلة يمكن انفكاكها عن الانشاء وذلك فيما إذا توقف تحققه على أمر آخر من اعتباره ممن بيده الاعتبار إذ ليس كل منشئ ممن بيده الاعتبار وعلى هذا ففي مثل ملكتك السماء أيضا يتحقق المعنى الانشائي بالانشاء لكنه لا تحقق له في عالم الاعتبار.
إذا ظهر ذلك فنقول: أما الخارجيات فلا يخلو إما أن تقبل النيابة كالضرب ونحوه أو لا تقبل النيابة، وعلى كلا التقديرين فشئ منها لا يقبل الفضولي أما ما ليس قابلا للنيابة فواضح إذ كلما تحقق يكون مستندا إلى مباشره محضا وأما ما يقبل النيابة فإن كان بإذن من الغير سابقا على وقوعه يكون مستندا إلى الآذن وإن لم يكن مع سبق الإذن فلا يصير بالإذن اللاحق مستندا إلى الآذن كما إذا ضرب ضارب وأنت تجيز ضربه بعد العلم بصدوره، وذلك لأن ضربه هذا له جهتان وهما جهة صدوره عن الفاعل بالمعنى المصدري وجهة صدوره وتحققه في الخارج بمعنى الاسم المصدري وإذا استنابه في ضربه يستند الضرب إلى المنوب عنه وإذا أجازه بعد صدوره لا يستند إليه بالإجازة لا معناه المصدري ولا معناه الاسم المصدري أما معناه المصدري، فلاستحالة انقلابه عما وقع عليه، والمفروض أنه صادر عن الفاعل. ولا يعقل أن يصير بالإجازة مستندا إلى المجيز وأما المعنى الاسم المصدري فلتحققه حين الايجاد من غير تراخ وتوقف في تحققه على أمر مترقب، والشئ الواقع لا يعقل أن ينقلب عما وقع عليه ففي مثله يستحيل تأثير الإجازة المتأخرة، فلا يتمشى فيه الفضولي بوجه من الوجوه.
وأما الاعتباريات فما لا يقبل منها النيابة أيضا لا يقبل الفضولي