الدولة وجمع جلال الدولة عساكره وانحدر إلى واسط ولم يكن بين العسكرين قتال واشتد الامر على جلال الدولة لقلة الأموال عنده فأشار عليه أصحابه يقصد الأهواز واخذ ما بها من أموال أبي كاليجار وبلغ أبا كاليجار ذلك فقال له بعض أصحابه ما عدل جلال الدولة عن القتال الا لضعف فيه والرأي ان تسير إلى العراق فتأخذ من أموالهم ببغداد اضعاف ما يأخذون منا فأتاهم جاسوس من أبي الشوك يخبر بمجئ عساكر محمود بن سبكتكين ويشير بالصلح ودفعهم عن البلاد فانفذ أبو كاليجار الكتاب إلى جلال الدولة فلم يلتفت إلى ذلك وسار إلى الأهواز فنهبها ونهب دار الامارة ولما سمع أبوه كاليجار الخبر سار ليلقى جلال الدولة فتخلف عنه دبيس بن مزيد خوفا على أهله وحلله من خفاجة. ولما عاد دبيس وفارق أبا كاليجار وصل إلى بلده وكان قد خالف عليه قوم من بني عمه ونزلوا الجامعين فأتاهم وقاتلهم فظفر بهم وأسر منهم خمسة عشر رجلا ثم إن المقلد بن أبي الأغر الحسن بن مزيد وغيره اجتمعوا ومعهم عسكر من جلال الدولة وقصدوا دبيسا وقاتلوه فانهزم منهم ونزل الذين أسرهم دبيس إلى حلله فحرسوها وسار دبيس منهزما إلى السندية إلى نجدة الدولة أبي منصور كامل ابن قراد فاستصحبه إلى أبي سنان غريب ابن مقن حتى أصلح امره مع جلال الدولة وتكفل به وضمن عنه عشرة آلاف دينار سابورية إذا أعيد إلى ولايته فأجيب إلى ذلك وخلع عليه فعرف المقلد الحال ومعه جمع من خفاجة فنهبوا مطير آباد والنيل وسورا واستقاموا مواشيها وأحرقوا منازلها.
وفي حوادث سنة 325 فيها كانت حرب شديدة بين دبيس بن علي بن مزيد وأخيه أبي قوام ثابت بن علي بن مزيد وسببه ان ثابتا كان يعتضد بالبساسيري فلما كان سنة 424 سار البساسيري معه إلى قتال أخيه دبيس فدخلوا النيل واستولوا عليه وعلى اعمال نور الدولة فسير نور الدولة إليهم طائفة من أصحابه فقاتلوهم فانهزم أصحاب دبيس فلما رأى دبيس هزيمة أصحابه سار عن بلده وبقي ثابت فيه إلى هذه السنة فاجتمع دبيس وأبو المغرا عناز بن المغرا وبنو أسد وخفاجة واعانه أبو كامل منصور بن قراد وساروا جريدة لإعادة دبيس إلى بلده واعماله وتركوا حللهم بين خصا وحربى فلقيهم ثابت عند جرجرايا وكانت بينهم حرب قتل فيها جماعة من الفريقين ثم تراسلوا واصطلحوا ليعود دبيس إلى أعماله ويقطع أخاه ثابتا أقطاعا وتحالفوا على ذلك.
وفي حوادث سنة 428 فيها كانت فتنة بين جلال الدولة وحاجب الحجاب حتى أخرجوا جلال الدولة عن بغداد ثم عاد إليها ونزل بالجانب الغربي ومعه قراوش بن المقلد العقيلي ودبيس بن علي بن مزيد الأسدي ثم هرب حاجب الحجاب إلى واسط وأرسل جلال الدولة البساسيري وبني خفاجة في طلبه وتبعهم هو ودبيس بن عبي بن مزيد فلحقوه بالخيزرانة فأسر ثم قتل.
وفي حوادث سنة 433 دخل الغز الموصل وهرب قراوش صاحبها وأرسل إلى جلال الدولة يعرفه الحال وأرسل إلى دبيس بن مزيد وغيره من امراء العرب والأكراد يستنجدهم فاما جلال الدولة فلم ينجده لزوال طاعته عن الأتراك واما دبيس بن مزيد فسار إليه وانتهى الامر بالظفر بالغز وقتل كثير منهم وهزيمتهم.
وفي حوادث سنة 436 انه لما توفي جلال الدولة راسل الجند الملك كاليجار وخطب له ببغداد وغيرها وخطب له دبيس بن مزيد في بلاده وسار إلى بغداد فلما وصل إلى النعمانية لقيه دبيس بن مزيد.
وفي حوادث سنة 440 فيها سار سعدى بن أبي الشوك الكردي من حلة دبيس بن مزيد إلى إبراهيم ينال السلجوقي وفي حوادث سنة 443 انها وقعت فتنة بين السنة والشيعة فاحرق السنيون الترب التي حول مشهد باب التبن واحترق ضريح موسى بن جعفر وضريح ابن ابنه محمد بن علي ولما انتهى خبر احراق المشهد إلى نور الدولة دبيس بن مزيد عظم عليه وبلغ منه كل مبلغ لأنه وأهل بيته وسائر أعماله من النيل وتلك الولاية كلهم شيعة فقطعت فيه أعماله خطبة القائم بأمر الله فروسل في ذلك وعوتب فاعتذر بان أهل ولايته شيعة واتفقوا على ذلك فلم يمكنه ان يشق عليهم كما أن الخليفة لم يمكنه كف السفهاء الذين فعلوا بالمشهد ما فعلوا وأعاد الخطبة إلى حالها. وفي حوادث سنة 446 فيها في رجب قصد بنو خفاجة الجامعين وأعمال نور الدولة دبيس ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال وكان نور الدولة شرقي الفرات وخفاجة غربيه فاستنجد نور الدولة بالبساسيري فعبر الفرات من ساعته وقاتلهم وأجلاهم عن الجامعين فانهزموا ودخلوا البر ثم تبعهم فلحقهم بخفان فقتل ونهب واسر. وفيها حصلت وحشة بين الخليفة والبساسيري سببها ان أبا الغنائم وأبا سعد ابني المحلبان صاحبي قريش بن بدران وصلا إلى بغداد سرا فامتعض البساسيري من ذلك وقال هؤلاء وصاحبهم كبسوا حلل أصحابي ونهبوا وفتحوا البثوق وأسرفوا في اهلاك الناس ثم سار البساسيري إلى الأنبار وبها أبو الغنائم ابن المحلبان قد اتاهم من بغداد وورد نور الدولة دبيس إلى البساسيري معاونا له على حصرها فرماها بالمجانيق وهدم برجا ودخلها قهرا واسر أبا الغنائم وجاء به إلى بغداد وأراد صلبه وصلب من معه من الاسرى فسأله نور الدولة ان يؤخر ذلك فترك أبا الغنائم لم يصلبه.
وفي حوادث سنة 447 فيها اقبل السلطان طغرلبك من الري ووصل إلى حلوان فاصعد الملك الرحيم من واسط إلى بغداد وفارقه البساسيري في الطريق لمراسلة وردت من القائم في معناه إلى الملك الرحيم وسار البساسيري إلى بلد نور الدولة دبيس بن مزيد لمصاهرة بينهما. ثم ارسل طغرلبك إلى نور الدولة دبيس يأمره بابعاد البساسيري ففعل وخطب نور الدولة لطغرلبك في بلاده.
وفي حوادث سنة 448 فيها كانت وقعة بين البساسيري ومعه نور الدولة دبيس بن مزيد وبين قريش بن بدران صاحب الموصل انهزم فيها قريش واتى إلى نور الدولة جريحا فأعطاه خلعة كانت قد نفذت من مصر فلبسها وصار في جملتهم وصاروا إلى الموصل وخطبوا لخليفة مصر المستنصر بالله وكانوا قد كاتبوا الخليفة المصري بطاعتهم فأرسل الخلع للبساسيري ولنور الدولة دبيس بن مزيد ومن معهما. وفيها توفي نصر بن علي بن خميس صاحب تكريت فخافت أمه أميرة بنت غريب بن مقن ان يملك البلدة اخوه أبو الغنائم فقتلته وسارت إلى الموصل فنزلت على دبيس بن مزيد وفي حوادث سنة 449 فيها ارسل نور الدولة دبيس بن مزيد وقريش بن بدران إلى هزارسب يسألانه ان يتوسط لهما عند السلطان ويصلح أمرهما معه ففعل وعفا عنهما السلطان فطلبا ان يرسل إليهما أبا الفتح بن ورام فأرسله فعاد من عندهما وأخبر بطاعتهما وانهما يطلبان ان يمضي