وصفناه ليس بأعجب من جهل أكثر ولد الحسين ع معرفة نسبهم في علي بن الحسين وهذا غير منكر عند ذوي الفهم لغلبة الجهل على عوام الناس وقلة معرفة كثير منهم بالأنساب حتى أن اليمن كلها مجتمعة في نسبها إلى قحطان بن عابر لا يدرون من ولد عابر، حتى قالوا ان عابر هو هود النبي وزعمت اليمن والنسابون من العوام أن إسماعيل بن إبراهيم تعلم العربية من جرهم قبيلة من اليمن كانت نازلة بمكة وحولها وقد ألف في ذلك كتاب المبتدأ فخرجوا بهذا القول الفاسد بينهم إسماعيل بن إبراهيم وولده من العرب وهم لا يعلمون وكان قائل هذا موجبا لاخراج رسول الله ص من العرب وفي هذا الكفر بالله وبرسوله فقد بطل قول القائل بذلك وثبت قول علماء أهل البيت ان أول من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم ع وان قحطان بن عابر تفسيره بلسان قوم هود في زمن عاد هود فقدر من وقف على ذلك أن هذا عابر ولد قحطان وهو هود النبي فأخطأ وليس أحد من اليمن اليوم ينتسب إلى إسماعيل بن إبراهيم ولو قيل لهم ذلك أنكروه أشد نكرا وهذا من اشتباهات العامة وان العامة لتروي جميعا ان الرسول انتسب إلى معد ثم قال عند ذلك كذب النسابون لأنها إذا جاوزت في النسب الرسول ص لم يحل حالكم من أن يكون ما قاله الرسول من تكذيب النسابين حقا أو باطلا والأول شهادة على من تجاوز في النسب باستعمال الكذب والثاني كفر وقد روينا من طريق علماء أهل البيت ع ان قوما ينسبون إلى قريش وليسوا من قريش وذلك أن العرب في الجاهلية إذا كان لاحد عبد فأراد أن يلحقه بنسبه فعل ذلك وجاز عندهم وزوجه كريمة من العرب فيلحقه بنسبها فكان هذا من سنن العرب وقد فعل ذلك رسول الله ص بزيد بن حارثة الكلبي فما أظهر رسول الله ص الدعوة سارعت خديجة إلى الاسلام فسارع زيد إليه فاستوهبه الرسول ص من خديجة ليعتقه ففعلت فبلغ أباه خبره فاتى مكة في طلبه وكان أبوه من وجوه بني كلب فصار إلى أبي طالب في جماعة من العرب فحمل بهم على رسول الله ص في أن يرد عليه ابنه زيدا ببيع أو عتق فقال هو حر فليذهب حيث شاء فقال له أبوه يا بني الحق بقومك ونسبك فأبى وقال يا معاشر قريش والعرب اني قد تبرأت من زيد فليس هو ابني ولا أنا أبوه فقال الله ص يا معاشر قريش زيد ابني وأنا أبوه فدعي زيد بن محمد على رسمهم الذي كان في الجاهلية فلما تزوج رسول الله ص بامرأة زيد أنكر ذلك جماعة من الجهال فخاضوا فيه فنزلت ما كان محمد أبا أحد من رجالكم الآية وما جعل أدعياءكم أبناء الآية ثم ذكر العلة فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لئلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا انتهى ما أردنا نقله من كلام صاحب الاستغاثة وهو كلام يدل على تبحره ومهارته في إقامة الحجج سواء أسلمنا له ما قاله أم لم نسلم وان صلح ما قاله كان قول الحسن ع المتقدم سالت خالي هند بن أبي هالة مبينا على الظاهر.
سبب اتصالها برسول الله ص وتزوجها به روى الحاكم في المستدرك بسنده عن جابر قال استأجرت خديجة رضوان الله عليها رسول الله ص سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص.
هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي أسد الغابة كان سبب تزوجها برسول الله ص ما أخبرنا أبو جعفر باسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه بشئ تجعله لهم منه فلما بلغه عن رسول الله ص ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام فنزل في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي ثم باع رسول الله ص سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد ثم اقبل قافلا إلى مكة فباعت خديجة ما جاء به فأضعف أو قريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامتها فبعثت إلى رسول الله ص اني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا فذكر ذلك رسول الله ص لأعمامه فخرج معه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها رسول الله ص. وهذه الرواية تدل على أن أباها هو الذي زوجه إياها وقال ابن الأثير في أسد الغابة قبل ذلك زوجه إياها عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصي وان أباها كان قد مات وحكى ذلك عن الزبير بن بكار وغيره وان عمها عمرا قال حين أراد تزويجها من رسول الله ص: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يقذع أنفه وفي المستدرك بسنده عن الزهري انكحها أبوها خويلد بن أسد أولادها قد عرفت انه ولد لها من أبي هالة ابن يقال له هند كانت تكنى به وبنت من عتيق اسمها هند أيضا كانت تكنى بها أيضا فان هندا من أسماء الرجال والنساء وفي أسد الغابة عن ابن إسحاق انه ولد لها من عتيق بن عائذ بنت اسمها هند ومن أبي هالة مالك بن النباش ابن يقال له هند وبنت يقال لها هالة اه وهذا كله بناء على المشهور المعروف من أنها كانت متزوجة قبل النبي ص بعتيق ثم بمالك أو بالعكس اما أولادها من رسول الله ص ففي الاستيعاب: لم يختلفوا في أن ولد النبي ص كلهم من خديجة حاشا إبراهيم وقال: اجمعوا على انها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الاسلام وهاجرت زينب وهي أكبرهن تزوجها أبو العاص بن الربيع ابن أخت خديجة وفاطمة الزهراء وهي أصغرهن تزوجها علي بن أبي طالب وانحصرت ذرية الرسول ص في ولدها ورقية وأم كلثوم تزوجها عثمان واحدة بعد الأخرى وأجمعوا على انها ولدت له ابنا يسمى القاسم وبه كان يكنى قال الزبير بن بكار وهو أكبر ولده مات بمكة وهو أول من مات من ولده وعاش حتى مشى وولدت بعده زينب واختلفوا في سواه فعن بعض العلماء ما نعلمها ولدت له من الذكور الا القاسم وزعم بعضهم انها ولدت له ولدا يسمى الطاهر وقيل ولدت له عبد الله مات صغيرا وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة وقيل ولد له القاسم والطاهر والطيب ماتوا بمكة وقال مصعب الزبيري ان عبد الله هو الطيب والطاهر لأنه ولد بعد الوحي له ثلاثة أسماء وقال علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة القاسم أكبر أولاده ثم زينب وقال الكلبي زينب ثم القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله يقال له الطيب والطاهر قال هذا هو الصحيح وغيره تخليط اه وفي المستدرك للحاكم بسنده عن ابن