الله ص رجلين يقال لأحدهما عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وولدت له بنتا يقال لها هند ثم توفي عنها فخلف عليها أبو هالة بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن حرزة بن أسيد بن عمرو بن تميم وولدت له ابنا يقال له هند روى عن النبي ص وروى عنه الحسن بن علي ع حديث صفة رسول الله ص المشهورة وقال فيه: سالت خالي هند بن أبي هالة عن صفة رسول الله ص وكان له وصافا اه. وفي الاستيعاب كانت خديجة تحت أبي هالة بن زرارة بن نباش بن عدي بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي هكذا نسبه الزبير وقال الجرجاني النسابة كانت عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم اه فقد وقع اختلاف بين المقاتل وذيل المذيل وكلام الزبير بن بكار والجرجاني في أسماء آباء من تزوجها كما ترى وبعضه سببه التصحيف قال ثم اتفقا أي الزبير والجرجاني فقالا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ثم خلف عليها بعد عتيق رسول الله ص وقال قتادة كانت أولا تحت عتيق ثم خلف عليها أبو هالة والقول الأول أصح إن شاء الله تعالى.
القول بأنها لم تتزوج قبله ص في تكملة نقد الرجال عن كتاب الإغاثة أو الاستغاثة تأليف الشريف أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفي سنة 352 وان نسبه هو في ترجمة علي بن الحسين الأكبر إلى كمال الدين ميثم البحراني تبعا لغيره. وانه أنكر فيه كون خديجة تزوجت قبل رسول الله ص بغيره وقال قد صحت الرواية عندنا بأنه كان لها أخت من أمها تسمى هالة قد تزوجها رجل من بني تميم يقال له أبو هند فأولدها ابنا اسمه هند بن أبي هند وابنتين زينب ورقية ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ الرجال والابنتان طفلتان وكانت موجودتين حين تزوج رسول الله ص خديجة بنت خويلد ورسول الله ص حين تزوج بها ومات هالة بعد ذلك بمدة يسيرة وخلفت الطفلتين زينب ورقية في حجر رسول الله ص وحجر خديجة وكان من سنة العرب في الجاهلية أن من يربي يتيما ينسب ذلك اليتيم إليه ولا يستحل التزوج بمن يربيها لأنها كانت عندهم يزعمهم بنتا لمربيها فلما ربى رسول الله ص وخديجة هاتين البنتين نسبتها إليهما وهما بنتا أبي هند زوج هالة أخت خديجة ولم تزل العرب على هذه الحالة إلى أن ربي بعض الصحابة يتيمة بعد الهجرة فقالوا لو سالت رسول الله ص هل يجوز في الاسلام تزويج اليتيمة بمن رباها فأنزل الله جل ذكره ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب الله لهن وترغبون أن تنكحوهن الآية فأطلق الله سبحانه في الاسلام تزويج اليتيمة لمن يربيها فكان رسول الله ص في نسب ابنتي أبي هند كما وصفناه في سنة العرب في الجاهلية فدرج نسبهما عند العامة كذلك ثم نسب أخوهما هند إلى خديجة وكان اسم خديجة نابها معروفا وكان اسم أختها خاملا مجهولا فظنوا لما غلب اسم خديجة على اسم هالة أختها ثم نسب هند إليها ان أبا هند كان متزوجا بخديجة قبل رسول الله ص وان هندا كان قد عمر حتى لحق أيام الحسين ع فقتل بين يديه وهو شيخ فذكر أنه قتل قبل قتل الحسين هند التميمي وانه كان هند ابن خالة فاطمة بنت الحسين قال ولما وقع بيني وبين من نسب إلى هند من ولده مجاوبات ومناظرات فيما ينسبون إليه من خديجة وما يجهلون من جدتهم هالة ولما عرفتهم الصحيح اشتد عليهم وجادلوني أشد مجادلة انهم من ولد خديجة فأعلمتهم ان ذلك جهل منهم بنسبهم وان خديجة لم تتزوج غير رسول الله ص وذلك أن الإجماع من الخاص والعام ومن أهل الآثار ونقله الأخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي الجدة منهم أحد الا خطب خديجة ورام تزويجها فامتنعت على جميعهم فلما تزوج بها رسول الله ص غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فكيف يجوز في نظر أهل الفهم ان تكون خديجة يتزوجها اعرابي من تميم وتمتنع من سائر قريش وأشرافها. قال: ثم قلت لمن يجادلني منهم ليس ما ذهب عنكم وجهلتموه من معرفة جدتكم أهي خديجة أم أختها هالة بأعجب مما لحق ولد الحسين من الاختلاف في نسبهم الذي هو أشرف الأنساب في الدنيا وأرجاها سعادة في الآخرة فلم يمنعهم شرفهم وعظم قدرهم من اختلافهم فيه على فرقتين وذلك أنه كان للحسين ع ابنان كل منهما يسمى بعلي أحدهما أكبر من الآخر قتل أحدهما بكربلاء وبقي الآخر والعقب كله من الباقي بغير خلاف ثم اختلف فيه ما بين الأصغر والأكبر فمن كان من ولد الحسين قائلا بالإمامة بالنصوص يقول أنه من ولد علي بن الحسين وانه الباقي بعد أبيه والمقتول هو الأصغر منهما وهذا هو قولنا وبه نأخذ وعليه نعول وان علي بن الحسين الباقي كان يوم قتل أبيه الحسين من أبناء ثلاثين سنة وان ابنه محمد بن علي بن الحسين الباقر كان يومئذ من أبناء خمس عشرة سنة وكان المقتول هو علي بن الحسين الأصغر من أبناء اثنتي عشرة سنة (1) والفرقة الأخرى وهم جميع من يقول بمذهب الزيدية منهم من يقول إن العقب من الأصغر وانه في اليوم الذي قتل فيه الحسين ع من أبناء سبع سنين ومنهم من يقول أربع سنين وعلى هذا النسابون من العوام وهو عندنا قول فاسد، ومشايخنا كلهم من أهل العلم من الامامية من العلوية وغيرهم من الشيعة على خلاف هذه الأقوال فلينظر ذوو الفهم إلى الاختلاف الذي وصفناه من ولد الحسين ع مع جلالة نسبهم وعظم قدرهم في جميع ولد آدم وقربه من عدد الآباء فلم يكن فيهم من الحفظ لهذا النسب العالي الشريف الذي يتمنى جميع الناس ان يكونوا منه ولا يتمنى أهله أن يكونوا من أحد من البريات ما يحيطون بمعرفته على حقيقته حتى لا يجهلوا جدهم الذي ينتسبون إليه في الأخوين من الأكبر إلى الأصغر وانما الأكثر ما بينهم الآباء إلى عصرنا هذا من ستة آباء أو سبعة فذهب عنهم أو عن أكثرهم معرفة من ولده من الأخوين مع ما وصفناه من قربه وشرفه أتعجب أن يذهب على ولد أبي هند معرفة جدتهم حين جهلوها من أختين فلا يعرفونها أهي خديجة أم هالة هذا مع ما كان من سلفهم فيه من الرغبة في الافتخار والشرف على قومهم وغيرهم بمناسبة رسول الله ص فانتساب منتسبهم إلى خديجة لتثبت له خؤولة ولد الرسول ص قصدا منه وتعمدا طلبا للافتخار أو جهلا من المنتسب الأول منهم بنسبته على ما