يتمنى الموت اه. وفي أسد الغابة قال بعض العلماء ان خباب بن الأرت لم يكن قينا وانما القين مولى عتبة بن غزوان والله أعلم.
اخباره في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق في اسلام عمر ان أخته فاطمة وزوجها سعيد بن عمرو بن نفيل ورجل من بني عدي بن كعب اسمه نعيم بن عبد الله النحام كانوا قد أسلموا وهم مستخفون باسلامهم وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن فخرج عمر يوما متوحشا سيفه يريد رسول الله ص وقد ذكر له انه مع جماعة من أصحابه قريبا من أربعين رجلا وامرأة في بيت عند الصفا فيهم عمه حمزة وأبو بكر وعلي بن أبي طالب فلقيه نعيم بن عبد الله فقال أين تريد فقال أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق امر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فاقتله فقال لقد غرتك نفسك من نفسك أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم قال وأي أهل بيتي قال أختك فاطمة وزوجها ابن عمك فرجع عمر إلى أخته وختنه وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئهما إياها فلما سمعوا حسه تغيب خباب في مخدع لهم وجعلت فاطمة الصحيفة تحت فخذها وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما فقال ما هذه الهيمنة التي سمعت قالا ما سمعت شيئا قال بلى لقد أخبرت انكما تابعتما محمدا على دينه وبطش بختنه فقامت إليه أخته لتكفه عن زوجها فضربها فشجها فقالا له قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك فلما رأى ما بأخته من الدم ندم وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرأون آنفا فقالت انا نخشاك عليها فحلف لها ليردنها إذ قرأها فقالت انك نجس على شركك فقام فاغتسل فلما قرأ منها صدرا قال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ودعاه إلى الاسلام فقال دلني على محمد لآتيه فاسلم فدله فطرق الباب فنظر إليه رجل من خلل الباب متوحشا السيف فأخبر رسول الله ص فقال حمزة ائذن له فان كان جاء يريد خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله ص ائذن له فلما دخل اخذ رسول الله ص يجمع رداءه ثم جبذه جبذة شديدة وقال ما جاء بك والله ما أرى ان تنتهي حتى يزل الله بك قارعة قال جئتك لأؤمن بالله وبرسوله الحديث.
وفي سيرة ابن هشام أيضا قال ابن إسحاق كان خباب بن الأرت صاحب رسول الله ص قينا بمكة يعمل السيوف وكان قد باع من العاص بن وائل سيوفا عملها له حتى إذا كان له عليه مال فجاء يتقاضاه قال له يا خباب أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه ان في الجنة ما ابتغي أهلها من ذهب وفضة أو ثياب أو خدم قال خباب بلى قال فانظرني إلى يوم القيامة حتى ارجع إلى تلك الدار فأقضيك هنالك حقك فوالله لا تكون أنت وأصحابك آثر عند الله مني ولا أعظم حظا في ذلك فأنزل الله تعالى فيه أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله تعالى ونرثه ما بقول ويأتينا فردا:. وروى محمد بن سعد هذا الخبر في الطبقات بسنده إلى خباب بنحو آخر قال كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فاتيته أتقاضاه فقال لي لن أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت له لن أكفر به حتى تموت ثم تبعت قال إني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد فنزلت فيه أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله فردا) نزول بعض الآيات فيه وفي جماعة مثله في خباب وجماعة من فقراء المؤمنين انزل الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآية روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن خباب بن الأرت قال فينا نزلت كنا ضعفاء عند النبي ص بالغداة والعشي فعلمنا القرآن والخير فجاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقال انا من أشراف قومنا وانا نكره ان يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال نعم قالوا لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا فاتي بأديم ودواة فنزلت هؤلاء الآيات. أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا أبو بكر بن حبان حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن كركوس عن ابن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار قالوا يا محمد رضيت بهؤلاء أتريد ان تكون تبعا لهؤلاء فأنزل الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم وروى الثعلبي في تفسيره باسناده عن عبد الله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم أهؤلاء الذين من الله عليهم اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم اتبعناك فأنزل الله تعالى ولا تطرد الخ وفي مجمع البيان قال سلمان وخباب فينا نزلت هذه الآية جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم فوجدوا النبي ص قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم وقالوا يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلو بك فان وفود العرب تأتيك فنستحي ان يرونا مع هؤلاء الأعبد ثم إذا انصرفنا فان شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبي ص إلى ذلك فقالا له اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا فدعا بصحيفة واحضر عليا ع ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبرئيل بقوله ولا تطرد الذين يدعون إلى قوله أليس الله بأعلم بالشاكرين فنحى رسول الله ص الصحيفة واقبل علينا ودنونا منه وهو يقول كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا نقعد معه فإذا أراد ان يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز وجل وابر نفسك مع الذين يدعون ربهم الآية فكان رسول الله ص يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبنا ان تمس ركبتيه فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وقال لنا الحمد لله الذي لم يمتني حتى امرني ان أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
وفي مجمع البيان في تفسير قوله تعالى واصبر نفسك الآية: نزلت الأولى في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي ص وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول الله ص عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وارواح صنانهم وكانت عليهم جباب الصوف جلسنا نحن إليك واخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز وجل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى امرني ان أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات اه. وقد أطبق المفسرون على نزول هذه الآيات في خباب وأصحابه واستقصاء الروايات فيها يطول به الكلام.
وروى نصر في كتاب صفين بسنده عن ابن عباس ان خباب بن