كان أبو زينب الخزاعي طلحة بن زريق أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم محمد بن علي بن عبد الله بن العباس من السبعين الذين استجابوا له حين بعث رسوله إلى خراسان وكان عالما بحجج الهاشمية ومعايب الأموية وكان أبو مسلم يشاوره في الأمور وكان هو الذي يأخذ البيعة بأمر أبي مسلم وهي أبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله ص والطاعة للرضا من أهل رسول الله ص وقال قحطبة بن شبيب أحد قواد أبي مسلم الخراساني في بعض خطبه مشيرا إلى بني أمية فأخافوا أهل البر والتقوى من عترة رسول الله ص فسلطكم عليهم وقال أهل خراسان لما جاءهم أبو مسلم رجل من أهل البيت ذكره الطبري وقال السفاح لما خطب على منبر الكوفة وخصنا الله برحم رسول الله ص وقرابته ووضعنا من الاسلام وأهله بالموضع الرفيع فقال تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى.
وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله ولرسوله ولذي القربى.
واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى وقال ورجع الحق إلى نصابه في أهل بيت نبيكم فبنو العباس استمالوا الناس باسم أهل البيت وقالوا انهم هم آل رسول الله وأهل بيته ثم فعلوا الأفاعيل بال رسول الله الأقربين الذين هم أحق بآية الطهارة وغيرها منهم والذين هم أحد الثقلين ومثل سفينة نوح وباب حطة قال أبو فراس الحمداني:
أأنتم آله فيما ترون وفي أظفاركم من بنيه الطاهرين دم وقال الكميت:
بحقكم أمست قريش تقودنا * وبالفذ منها والرديفين نركب وقال أبو تمام:
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر وقال الشريف الرضي:
الا ليس فعل الأولين وان علا * على قبح فعل الآخرين بزائد وقال آخر:
تالله ما نالت أمية منهم معشار ما فعلت بنو العباس قال ابن الأثير في حوادث سنة 172 فيها كتب بكير بن ماهان أحد دعاة بني العباس إلى إبراهيم الامام انه في الموت وانه قد استخلف أبا سلمة حفص بن سليمان وهو رضا للأمر فكتب إبراهيم لأبي سلمة يأمره بالقيام بأمر أصحابه وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم انه قد أسند أمرهم إليه ومضى أبو سلمة إلى خراسان فصدقوه وقبلوا امره ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة وخمس أموالهم وقال الطبري في تاريخه ان محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بعث رجلا إلى خراسان وأمره ان يدعو إلى الرضا ولا يسمي أحدا ثم مات محمد بن علي وأوصى إلى ولده إبراهيم فبعث إبراهيم إلى خراسان أبا سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع وكتب معه إلى النقباء بخراسان فقبلوا كتبه وقام فيهم ثم رجع إليه فرده ومعه أبو مسلم وقال الطبري وابن الأثير: كان قحطبة بن شبيب يحارب يزيد بن عمر بن هبيرة أمير العراق من قبل بني أمية فقتل قحطبة في بعض الوقائع وقال لأصحابه قبل موته إذا قدمتم الكوفة فوزير آل محمد أبو سلمة الخلال فسلموا هذا الامر إليه اه. وكان هذا أصل تسميته بوزير آل محمد ولما قتله أبو مسلم غيلة قال فيه سليمان بن المهاجر البجلي:
ان الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشنأك كان وزيرا ثم مات قحطبة وبايعوا بعده ابنه الحسن بالامرة وكان رجل يسمى حوثرة بن سهيل الباهلي من قواد مروان فأمد مروان به ابن هبيرة وكان محمد بن خالد بن عبد الله القسري خرج بالكوفة مسودا وعلى الكوفة زياد بن صالح الحارثي فأخرجه محمد منها ودخل قصر الامارة وسمع حوثرة الخبر فسار نحو الكوفة فتفرق عن محمد عامة من كان معه وأرسل أبو سلمة ولم يظهر بعد إلى محمد يأمره بالخروج من القصر تخوفا عليه من حوثرة ودخل الحسن بن قحطبة الكوفة من الغد فكانوا يسألون في الطريق أين منزل أبي سلمة وزير آل محمد فدلوهم عليه فجاءوا حتى وقفوا على بابه فخرج إليهم فقدموا له دابة من دواب فحطبة فركبها وجاء حتى وقف في جبانة السبيع وبايع أهل خراسان فمكث يقال له وزير آل محمد فعسكر بالنخيلة يومين ثم ارتحل إلى حمام أعين ووجه الحسن بن قحطبة إلى واسط لقتال ابن قحطة وبايع الناس أبا سلمة واستعمل محمد بن خالد بن عبد الله القسري على الكوفة وكان يقال له الأمير حتى ظهر أبو العباس وبعث العساكر والقواد إلى البلاد إلى المدائن ودير قنى وعين التمر والأهواز والبصرة. ثم إن بني العباس ساروا من الحميمة إلى الكوفة ومعهم أبو العباس محمد بن عبد الله المعروف بالسفاح وقال ابن الأثير في حوادث سنة 132 كان مروان بن محمد يجد في الكتب صفة رجل يقتلهم ويسلبهم ملكهم وكانت الصفة منطبقة على أبي العباس السفاح فبعث مروان جماعة ووصف لهم تلك الصفة وأمرهم بالقبض على إبراهيم بن محمد الامام لأنه كان يظن أنه هو صاحب الصفة فقدموا فأخذوا أبا العباس بالصفة فلما ظهر إبراهيم وامن قيل للرسل انما أمرتم بإبراهيم وهذا عبد الله فتركوا أبا العباس واخذوا إبراهيم فانطلقوا به إلى مروان فقال ليس هذا صاحب الصفة التي وصفت لكم فقالوا قد رأينا صاحب الصفة التي وصفت وانما سميت إبراهيم فحبس إبراهيم ثم خنقه في جراب النورة وأعادهم في طلب أبي العباس فلم يروه وإذا أراد الله أمرا هيا أسبابه.
قال الطبري وفي سنة 129 كتب سليمان بن كثير أحد دعاة بني العباس إلى أبي سلمة الخلال ان يكتب إلى إبراهيم ان يوجه رجلا من أهل بيته فبعث إبراهيم أبا مسلم. وكان إبراهيم بن محمد الملقب بالامام أوصاهم لما قبض عليه بالمسير إلى الكوفة مع أخيه السفاح وجعله الخليفة بعده فقدموا الكوفة وشيعتهم من أهل خراسان ظاهر الكوفة بحمام أعين فأنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أود وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة من جميع القواد والشيعة وأراد أبو سلمة بذلك فيما ذكر تحويل الامر إلى آل أبي طالب لما بلغه الخبر عن موت إبراهيم بن محمد فقال له أبو الجهم أحد القواد في عسكره ما فعل الإمام قال لم يقدم فألح عليه فقال أكثرت السؤال ليس هذا وقت خروجه لان واسطا لم تفتح بعد وكان أبو سلمة إذا سئل عن الامام يقول لا تعجلوا قال المسعودي بنو أود حي من اليمن قال وقد ذكرنا مناقب أود وفضائلها فيما سلف من هذا الكتاب وبراءتهم من علي والطاهرين من ذريته ولم أر إلى هذا الوقت وهو سنة 302 فيما ردت من الأرض وتغربت من المماليك رجلا من أود الا وجدته إذا استبطنت ما عنده ناصبيا متوليا لآل مروان وحزبهم قال الطبري وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة من جميع القواد والشيعة قال المسعودي ووكل بهم وكان وصولهم في صفر سنة 132 قال وقد كان أبو سلمة لما قتل إبراهيم الامام خاف انتقاض الامر وفساده عليه فبعث بمحمد بن عبد الرحمن