فكتب عليه السلام المقام عند بيت الله أفضل) مؤيدا بما عن علي بن الحسين عليهما السلام (1) (من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى منزله من الجنة، وتسبيحة بمكة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله، ومن صلى بمكة سبعين ركعة فقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية السخرة وآية الكرسي لم يمت إلا شهيدا، والطاعم بمكة كالصائم فيما سواها وصوم يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها، والماشي في مكة في عبادة الله عز وجل) إلى غير ذلك من النصوص التي لا تنافي عند التأمل كراهة المجاورة خصوصا بعد احتمال كون الطاعم فيها كالصائم والماشي كالعابد خصوص من نويا بكونهما التقرب إلى الله تعالى بأداء المناسك أو غيرها من العبادات، على أنه غير مناف لكون الخارج منها لتشويق نفسه إليها والتحرز من الالحاد والقسوة والاندراج في الحاج والوافدين على الله تعالى ونحو ذلك مما لا يحصل للمقيم كذلك أيضا، أو أفضل منه، قال أبو جعفر عليه السلام في المرسل (2) (من جاور بمكة سنة غفر الله له ذنوبه ولأهل بيته ولكل من استغفر له ولعشيرته ولجيرته تسع سنين قد مضت، وعصموا من كل سوء أربعين ومائة سنة) وقال بعد ذلك: (والانصراف والرجوع أفضل من المجاورة) وإن احتمل كون ذلك من الصدوق، وجمع الشهيد بين الخبرين باستحباب المجاورة لمن يثق من نفسه بعدم المحذورات المذكورة، وحكى قولا باستحبابها للعبادة وكراهيتها للتجارة ولم يستوضحه في المدارك، قال: إذ مقتضى الروايتين كراهة المجاورة على ذينك الوجهين، وتبعه بعض من تأخر عنه، ويمكن منعه عليه، كما أنه يمكن
(٧٢)