إلى غير ذلك مما ورد في زيارات الأئمة عليهم السلام من قرب ومن بعد من الأقوال المخصوصة والآداب كالغسل قبل دخول المشهد، والكون على طهارة وقد تقدم البحث في انتقاض الغسل بالحدث أو النوم خاصة وعدمه، بل تستحب إعادته مطلقا أو في النوم خاصة، والآتيان بخضوع وخشوع في ثياب نظيفة جديدة أو غسيلة، والوقوف على الباب والدعاء والاستئذان بالمأثور، بل قيل إن وجد خشوعا ورقة دخل، وإلا فالأفضل أن يتحرى زمان الرقة لأن الغرض حضور القلب لتلقي الرحمة النازلة من الرب، وتقديم الرجل اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج والمشي الهوينا بسكينة ووقار مسبحا ومهللا ومقدسا. والوقوف على الضريح ملاصقا له أو غير ملاصق، ودعوى أن البعد أشد أدبا وهم، فقد روي (1) الاتكاء على الضريح وتقبيله.
وأما تقبيل الأعتاب ففي الدروس لم نقف له على نص يعتد به، ولكن عليه الإمامية، ولو سجد لله تعالى قاصدا الشكر على توفيقه وبلوغه تلك البقعة كان أولى، وفي خبر حسن بن حسين البغدادي (2) المروي عن فرحة الغري (إن زين العابدين عليه السلام ورد الكوفة ودخل مسجدها وبه أبو حمزة الثمالي وكان من زهاد أهل الكوفة ومشائخها فصلى ركعتين وذكر دعاء إلى أن قال فتبعته إلى الكوفة فوجدت عبدا أسود معه نجيب وناقة فقلت يا أسود من الرجل فقال:
أو تخفى عليك شمائله، هو علي بن الحسين عليهما السلام، قال أبو حمزة فأكببت على قدميه أقبلهما فرفع رأسي بيده، وقال يا أبا حمزة: إنما يكون السجود لله،