الحجر الأسود لما وضعه الخليل عليه السلام في الكعبة حين بناها أضاء الحجر يمينا وشمالا وشرقا وغربا فحرم الله من حيث انتهى نوره، أو غير ذلك، وعن السيد القاسي أن له علامات مبئنة، وهي الأنصاب من جميع جوانبه خلا جهة جدة وجهة الجعرانة، فإنه ليس فيهما أنصاب، وأول من وضع الأنصاب على حدود الحرم إبراهيم الخليل عليه السلام بدلالة جبرئيل عليه السلام ثم قصي بن كلاب، وقيل نصبها إسماعيل عليه السلام بعد أبيه، وقيل عدنان، وقلعتها قريش في زمن النبي صلى الله عليه وآله فاشتد ذلك عليه فجاءه جبرئيل وأخبره أنهم سيعيدونها فرأى رجال منهم في المنام قائلا يقول: حرم أعزكم الله به، نزعتم أنصابه سيحطمكم العرب فأعادوها، فقال جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله يا محمد قد أعادوها، فقال هل أصابوا فقال ما وضعوا فيها إلا بيد ملك، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عام الفتح تميم بن أسيد فجددها ثم بعث عمر لتجديدها مخزمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وخويطب بن عبد العزى وأزهر بن عبد مناف فجددوها، ثم جددها عثمان، ثم معاوية ثم الخلفاء والملوك إلى عهدنا هذا.
وكيف كان فلا خلاف بيننا في أنه (يحرم من الصيد على المحل في الحرم ما يحرم على المحرم) منه (في الحل) والحرم، بل الاجماع بقسميه عليه مضافا إلى النصوص (1) التي منها ما تقدم آنفا من صحيح الحلبي وحسنه (2) بل لعله كذلك عند العامة إلا ما يحكى عن داود منهم من عدم ضمان المحل إذا قتل صيدا في الحرم، ولا ريب في فساده، وحينئذ (فمن قتل صيدا في الحرم) من المحلين (كان عليه فداؤه) أي قيمته لما عرفته سابقا من كون