منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٤٢٢
القدرة على الخير والشر لا أنفسهما، وإلا كان مناقضا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله)، حيث إن هذه الجملة تنفي أمره سبحانه وتعالى بالشر، فلو تعلقت المشية بنفس الشر لا بالقدرة عليه لكان مناقضا لعدم الامر به.
ثم إن هذه الرواية في مقام الرد على كلا القولين: الجبر والتفويض، وإثبات الامر بين الامرين، وذلك لان إسناد المعاصي إلى الله تعالى مساوق للقول بأمره بالفحشاء وهو الجبر، وقد دلت الرواية على نفي الامر. كما أن استقلال العباد في الافعال من الخيرات و الشرور مساوق للقول بالتفويض الذي هو إخراج الله عن سلطانه، وهو منفي أيضا بالرواية، هذا. وقد ذكر للمشية معان اخر، ولا يدل شئ منها على الجبر، وعلى فرض دلالتها عليه لا بد من صرفها إلى ما لا ينافي حكم العقل.
ثم إنه قد وردت أخبار في تفسير الروايات الواردة في أنه لا يكون شئ في الأرض ولا في السماء إلا بسبع خصال، كرواية المحاسن المتقدمة، من أراد الوقوف عليها فليراجع البحار (ج 3) - والوافي (ج 1) - ونحوهما.
(المقام الثالث) في روايات العنوان الثالث وهي الطينة، اعلم: أنه قد وردت أخبار كثيرة يظهر منها اختلاف الطينات من حيث السعادة و الشقاوة.
منها: ما رواها في البحار في الجز الثالث في باب الطينة والميثاق، ولنذكر