أصالة الصحة من تلكم القواعد أصالة الصحة، وتنقيح القول فيها انما يكون ببيان أمور.
الأول: في بيان مدركها، وقد استدل لها بالأدلة الأربعة، فمن الكتاب بجملة من الآيات.
منها: قوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) (1) بناءا على تفسيره بما عن الكافي من قوله عليه السلام لا تقولوا الا خيرا حتى تعلموا ما هو (2) وتقريب الاستدلال به ان المراد من القول الظن والاعتقاد، وحيث إن الاعتقاد من الأمور غير الاختيارية فلا محالة يكون متعلق التكليف ترتيب الآثار، فيكون مفاده حينئذ انه يجب ان يعامل مع الناس في أفعالهم معاملة الافعال الصحيحة، ودعوى ان الاعتقاد قد يحصل بمقدمات اختيارية، مندفعة بأنه حيث يكون غالبا بغير الاختيار فلا يصح جعله متعلقا للتكليف بنحو الاطلاق.
وفيه: أولا انه حيث يكون صدر الآية الشريفة اخبارا عما جعل على بني إسرائيل فيحتمل ان يكون المراد قلنا لهم قولوا الخ وقد قيل في معناه ذلك فتدبر.
وثانيا: ان حسن الظن والاعتقاد انما يكون من آثار صفاء النفس وتزكيتها، فيمكن ان يكون المراد الامر بالسبب وهو اختياري.
وثالثا: انه لو سلم انه عدول من الاخبار إلى الخطاب، وسلم عدم صحة تعلق التكليف بالظن والاعتقاد وبسببهما، لا يصح الاستدلال به أيضا، إذ فسرت الآية الشريفة بتفسير آخر، فعن جابر عن سيدنا أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى (قولوا للناس حسنا) قال