الثالث بما هو حجة ولكن قد عرفت ضعف المبنى.
واما على المختار من حجيتهما تخييرا فنفى الثالث انما يكون بهما من دون ان يتوجه محذور.
القاعدة الأولية في المتعارضين على الموضوعية في الامارات واما المقام الثاني: وهو بيان مقتضى القاعدة الأولية عند تعارض الامارتين على القول بالسببية، فالمشهور بين الأصحاب، انه التخيير، وملخص القول فيه، انه بناءا على ما اخترناه من أنها تقتضي التخيير حتى بناءا على القول بالطريقية، فالحكم بالتخيير على هذا المسلك في غاية الوضوح.
واما على ما هو المشهور من الحكم بالتساقط، فيقع الكلام فيما يقتضيه الأصل على القول بالسببية في الامارات وملخص القول فيه، ان السببية في الامارات تطلق على معان.
أحدهما: انه مع قطع النظر عن قيام الامارة، لا مصلحة، ولا مفسدة، ولا حكم، في الواقع، وانما الملاك والحكم تابعان لقيام الامارة ومع قطع النظر عنها لاحكم في الواقع وهو منسوب إلى الأشاعرة.
ثانيهما: ما نسب إلى المعتزلة وهو ان قيام الامارة على وجوب شئ أو حرمته سبب لحدوث مصلحة، أو مفسدة في المؤدى غالبة على المصلحة أو المفسدة الواقعية (على فرض وجودها) المقتضية لجعل الوجوب أو الحرمة، وجامع القسمين كون مؤديات الامارات احكام واقعية وليست ورائها احكام، وهذان القسمان من التصويب الباطل عندنا بالاجماع.
ثالثها: اقتضاء الامارة بقيامها على وجوب فعل أو حرمته لحدوث مصلحة أو مفسدة في المؤدى يقتضى وجوبه أو حرمته ظاهر في المرتبة المتأخرة عن الشك في الواقع مع بقاء الحكم الواقعي الناشئ عن المصلحة أو المفسدة الواقعية القائمة بذات