رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٩

____________________
«خرجت من يدي أسباب الوصلات إلا ما وصله رحمتك» (1)، أي: فاتتني الأسباب التي يتوصل بها إلى السعادات الأخروية إلا السبب الذي هو رحمتك، ويحتمل أن يكون المراد به جميع ما يتوصل به إلى قربه تعالى ونيل الزلفى لديه.
ووجد مطلوبه يجده - من باب وعد - وجودا ووجدانا بالكسر: أدركه وظفر به، وفي لغة لبني عامر: يجده بضم الجيم، ولا نظير له في باب المثال.
والمراد بالسبيل هنا: الوسيلة، عبر عنها بالسبيل لتوجه النفس إليها وكونها موصلة إلى المطلوب.
والأمل: بمعنى المأمول، من باب إطلاق المصدر على المفعول، كاللفظ بمعنى الملفوظ.
وغير: أداة استثناء بمعنى إلا، ونصبها إما على الاستثناء، أو على البدل من المستثنى منه وهو السبيل لأنها تعرب إعراب الاسم التالي ل‍ «إلا». وذهب بعضهم إلى أن الفتحة فيها فتحة بناء لإضافتها إلى المبني.
وقدرت على الشيء أقدر - من باب ضرب -: قويت عليه وتمكنت منه.
والمعونة: اسم من أعانه أي: ساعده، ووزنها مفعلة بضم العين، وبعضهم يجعل الميم فيها أصلية ويقول: وزنها فعولة، مأخوذة من الماعون وهو فاعول من المعن بمعنى العطاء، ومنهم من يقول: الماعون أصله المعونة، والألف عوض عن الهاء.
وسوى: بمعنى غير التي هي صفة، أي: بمعونة أحد غيرك.
والفاء: بمعنى لام التعليل، أي: لأني عبدك، والعبد: المملوك.
قال سيبويه: هو في الأصل صفة، قالوا: رجل عبد، ولكنه استعمل استعمال الأسماء (2).

(1) راجع الروضة الثانية والثلاثون.
(2) الكتاب لسيبويه: ج 1 ص 354.
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»
الفهرست