____________________
وقيل يحتمل أن يكون المراد بقوله عليه السلام: «خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها» ففي الإعمال السيئة والأخلاق الذميمة التي يكون نفيها سببا لخلوص النفس من الشوائب أو خلاصها من العذاب، فيكون قوله: «لنفسك» أي: لأجل القرب منك. ويحتمل أن يكون المراد به اصطفاء الأعمال الصالحة والأخلاق الكريمة، التي تكون سببا لخلوص نفسي أو خلاصها، فيكون قوله: «لنفسك» أي:
لأجل رضاك. ولا يخفى بعد الاحتمال الأول.
هذا ما انتهى إلينا من أقوال الأصحاب في حل هذه العبارة من الدعاء.
والذي يخطر بالبال على وجه الاحتمال، أنه لما كانت النفس مكلفة بالقيام بأمرين:
أحدهما: لله تعالى، وهو وسبب نجاتها وخلاصها من سخطه وعذابه تعالى.
والثاني: للنفس، وهو ما لا بد لها منه من أمر معاشها.
سأل عليه السلام أن يجعل نفسه قائمة بما هو لله تعالى وهو سبب خلاصها، ولما كان هذا المعنى يوجب استغراق النفس فيه، بحيث لا يمكنها الاشتغال معه بغيره ولا التوجه والالتفات إلى أمر آخر، سأل ثانيا أن يبقي لنفسه من نفسه مما لا بد لها منه مقدار ما يكون فيه صلاحها، كي لا تكل وتحسر عن القيام بما هو لله، ولا (1) تأشر وتبطر فتشتغل بغير ما هو لله، فيكون اشتغالها به في الحقيقة عائدا إلى الأمر الأول وفي ذلك صلاحها، والله أعلم بمقاصد أوليائه.
ويؤيد هذا المعنى الأخير ما في نسخة أخرى: «وأبق لنفسك من نفسي»، إذ كان ما يصلح النفس على هذا الوجه عائدا إليه سبحانه.
والفاء من قوله: «فإن نفسي»: للسببية، بمعنى اللام.
لأجل رضاك. ولا يخفى بعد الاحتمال الأول.
هذا ما انتهى إلينا من أقوال الأصحاب في حل هذه العبارة من الدعاء.
والذي يخطر بالبال على وجه الاحتمال، أنه لما كانت النفس مكلفة بالقيام بأمرين:
أحدهما: لله تعالى، وهو وسبب نجاتها وخلاصها من سخطه وعذابه تعالى.
والثاني: للنفس، وهو ما لا بد لها منه من أمر معاشها.
سأل عليه السلام أن يجعل نفسه قائمة بما هو لله تعالى وهو سبب خلاصها، ولما كان هذا المعنى يوجب استغراق النفس فيه، بحيث لا يمكنها الاشتغال معه بغيره ولا التوجه والالتفات إلى أمر آخر، سأل ثانيا أن يبقي لنفسه من نفسه مما لا بد لها منه مقدار ما يكون فيه صلاحها، كي لا تكل وتحسر عن القيام بما هو لله، ولا (1) تأشر وتبطر فتشتغل بغير ما هو لله، فيكون اشتغالها به في الحقيقة عائدا إلى الأمر الأول وفي ذلك صلاحها، والله أعلم بمقاصد أوليائه.
ويؤيد هذا المعنى الأخير ما في نسخة أخرى: «وأبق لنفسك من نفسي»، إذ كان ما يصلح النفس على هذا الوجه عائدا إليه سبحانه.
والفاء من قوله: «فإن نفسي»: للسببية، بمعنى اللام.