رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٢
اللهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها، وأبق لنفسي من نفسي ما يصلحها، فإن نفسي هالكة أو تعصمها.
____________________
وفي نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام: ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجا من مساغ ريقه (1).
وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: «إن ربك لبالمرصاد» قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد (2).
وعن أبي جعفر عليه السلام: يوضع على جهنم صراط أدق من الشعر وأقطع من السيف، عليه ثلاث قناطر: الأولى عليها الأمانة والرحم، والثانية عليها الصلاة، والثالثة عليها رب العالمين لا إله غيره، «وفي رواية: عدل رب العالمين» (3)، فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الأمانة والرحم، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره، وهو قوله تبارك وتعالى: «إن ربك لبالمرصاد». والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (3).
قيل: يمكن أن يكون المعنى اجعل حصة من نفسي متعلقة بجنابك المقدس، ليكون ذلك سببا لخلاص نفسي، وأبق منها ما يكون فيه صلاحها، فإن الخلاص قد يكون مع عدم الصلاح، انتهى.
وقيل: المعنى اصطف من أعمال نفسي ما يخلصها من سخطك، وأبق لها من مساعيها ما يكون به صلاحها.
وقيل: معناه أفعل بي ما يوجب نجاة نفسي وخلاصها، من نفع أو ضرر أو فقر أو غنى أو موت أو حياة، وإن كرهت بعض ذلك، وأبق لي من الأعمال الصالحة ما يوجب صلاح نفسي ووفقني له.

(١) نهج البلاغة: ص ١٤١ الخطبة ٩٧.
(٢) تفسير نور الثقلين: ج ٥ ص ٥٧٣ ح ١٣.
(٣) تفسير نور الثقلين: ج ٥ ص ٥٧٢ ح 9.
(4) الروضة من الكافي: ص 312.
(٣٩٢)
مفاتيح البحث: كتاب نهج البلاغة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست