____________________
«من فضله» (1)، وكانت له القدرة التامة التي لا يعجزها شئ، وكان له الجود الذي لا بخل فيه والغنى الذي لا فقر معه، لا ينقصه عطاء ولا يعزه منع، لا جرم كان من طلب إصلاح خلته وجبر فاقته من عنده، ورام صرف الفقر عن نفسه به، طالبا لحاجته من موضعها الذي يعلم أنها فيه، وقصد ما طلبه من جهته التي يقصد منها، فكان حريا بالنجح لما سأل وجديرا بالظفر بما طلب.
وأما من توجه بحاجته إلى أحد من المخلوقين، وأناخ مطايا الرجاء والطلب في ساحة فقير عاجز مثله، أو جعله سببا لنجاحها والظفر بها، معتمدا عليه دون الله تعالى، فقد تصدى للمنع وفوت الإحسان منه تعالى، إذ لم يأت حاجته من الوجه الذي ينبغي أن يأتيها منه، ولم يطلبها من محلها الذي هي فيه، ومن التمس الشيء من غير محله وأتاه من غير جهته، لم يظفر إلا بالحرمان ولم يحصل إلا على خيبة المطلب، وإنما حكم عليه باستحقاق فوت الإحسان منه تعالى، لعدم استعداده لنفحات الله تعالى بالتوجه إلى غيره واشتغال نفسه بذلك الغير، وقد ورد في الحديث ما يدل على هذا المعنى صريحا.
روى ثقة الإسلام في الكافي بإسناده عن الحسين بن علوان، قال: كنا في مجلس يطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض أسفاري، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذن والله لا يسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا ينجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: إن أبا عبد الله عليه السلام حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحينه من قربي، ولأبعدنه من فضلي، أيؤمل
وأما من توجه بحاجته إلى أحد من المخلوقين، وأناخ مطايا الرجاء والطلب في ساحة فقير عاجز مثله، أو جعله سببا لنجاحها والظفر بها، معتمدا عليه دون الله تعالى، فقد تصدى للمنع وفوت الإحسان منه تعالى، إذ لم يأت حاجته من الوجه الذي ينبغي أن يأتيها منه، ولم يطلبها من محلها الذي هي فيه، ومن التمس الشيء من غير محله وأتاه من غير جهته، لم يظفر إلا بالحرمان ولم يحصل إلا على خيبة المطلب، وإنما حكم عليه باستحقاق فوت الإحسان منه تعالى، لعدم استعداده لنفحات الله تعالى بالتوجه إلى غيره واشتغال نفسه بذلك الغير، وقد ورد في الحديث ما يدل على هذا المعنى صريحا.
روى ثقة الإسلام في الكافي بإسناده عن الحسين بن علوان، قال: كنا في مجلس يطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض أسفاري، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذن والله لا يسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا ينجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: إن أبا عبد الله عليه السلام حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحينه من قربي، ولأبعدنه من فضلي، أيؤمل