____________________
قلت: وعبارة الدعاء تشهد للجوهري بصحة إطلاقه.
والتسديد: تقويم إرادة الإنسان وحركاته نحو الغرض المطلوب ليهجم إليه في أسرع مدة، مأخوذ من تسديد السهم نحو الغرض وهو توجيهه إليه.
والمراد بتذكيره تعالى له وتوفيقه وتسديده: لطفه به وإلهامه القيام بما آتاه من آداب الأوصياء وأخلاق الأصفياء، من صدق الانقطاع إليه والتوكل عليه وقوة اليقين به واطمينان القلب بفضله، فلم يلتفت إلى غيره ولا إلى نفسه، وهكذا من كان دائم المراقبة لربه مدققا للحساب على نفسه، قد قام معها على ساق مقام الخصم الألد عند الشقاق، كان مستوجبا للعصمة من ربه مطرحا لأشعة أنوار لطفه وحبه.
سبحان ربي: تعجب من سؤال المحتاج المحتاج ورغبة المعدم إلى المعدم، والأصل في ذلك أن يسبح الله تعالى عند رؤية العجيب من صنائعه تنزيها له، إذ كانت له هذه القدرة عن جميع النقائص، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه، أو تنزيه له تعالى من أن يترك المحتاج والمعدم سؤاله والرغبة إليه مع علمه بفناء المطلق، ويسأل محتاجا ومعدما مثله.
وكيف: للاستفهام الإنكاري، لا بمعنى إنكار الواقع كما في قوله تعالى: «كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا» (1) الآية، بل بمعنى إنكار الوقوع والتعجب منه كما في قوله تعالى: «كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله» (2) الآية.
وفي توجيه الإنكار إلى كيفية سؤال المحتاج المحتاج من المبالغة ما ليس في توجيهه إلى نفس السؤال، بأن يقال: أيسأل محتاج محتاجا؟ لأن كل موجود يجب أن يكون
والتسديد: تقويم إرادة الإنسان وحركاته نحو الغرض المطلوب ليهجم إليه في أسرع مدة، مأخوذ من تسديد السهم نحو الغرض وهو توجيهه إليه.
والمراد بتذكيره تعالى له وتوفيقه وتسديده: لطفه به وإلهامه القيام بما آتاه من آداب الأوصياء وأخلاق الأصفياء، من صدق الانقطاع إليه والتوكل عليه وقوة اليقين به واطمينان القلب بفضله، فلم يلتفت إلى غيره ولا إلى نفسه، وهكذا من كان دائم المراقبة لربه مدققا للحساب على نفسه، قد قام معها على ساق مقام الخصم الألد عند الشقاق، كان مستوجبا للعصمة من ربه مطرحا لأشعة أنوار لطفه وحبه.
سبحان ربي: تعجب من سؤال المحتاج المحتاج ورغبة المعدم إلى المعدم، والأصل في ذلك أن يسبح الله تعالى عند رؤية العجيب من صنائعه تنزيها له، إذ كانت له هذه القدرة عن جميع النقائص، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه، أو تنزيه له تعالى من أن يترك المحتاج والمعدم سؤاله والرغبة إليه مع علمه بفناء المطلق، ويسأل محتاجا ومعدما مثله.
وكيف: للاستفهام الإنكاري، لا بمعنى إنكار الواقع كما في قوله تعالى: «كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا» (1) الآية، بل بمعنى إنكار الوقوع والتعجب منه كما في قوله تعالى: «كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله» (2) الآية.
وفي توجيه الإنكار إلى كيفية سؤال المحتاج المحتاج من المبالغة ما ليس في توجيهه إلى نفس السؤال، بأن يقال: أيسأل محتاج محتاجا؟ لأن كل موجود يجب أن يكون