رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٠

____________________
وقيل: هو صدق التحمل، وترك التجمل، وحب الآخرة، وبغض الدنيا.
وقيل: هو أن لا يظلم صاحبه، ولا يمنع ولا يجفو أحدا، وإن ظلم غفر، وإن منع شكر، وإن ابتلي صبر.
والحق أن كل ذلك تعريف له بالآثار والأفعال التابعة له الدالة عليه، وأنه ملكة يسهل على صاحبها فعل الجميل وتجنب القبيح، ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالمعروف، والصدق، والصلة، والتودد، واللطف، والمبرة، وحسن الصحبة والعشرة، والمراعاة، والمواساة، والرفق، والحلم، والصبر، والاحتمال لهم، والإشفاق عليهم، وهو حسن الصورة الباطنة التي هي صورة النفس الناطقة، كما أن حسن الخلق بالفتح هو حسن الصورة الظاهرة، إلا أن حسن هذه الصورة الظاهرة ليس بقدرتنا واختيارنا، بخلاف حسن الصورة الباطنة فإنه من فيض الحق، وقد يكون مكتسبا، ولهذا تكرر في الدعاء سؤاله من الله تعالى، وتظافرت الأخبار بالحث عليه وبتحصيله والترغيب فيه بمدحه.
فمن ذلك ما رواه ثقة الإسلام في الكافي بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (1).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم (2).
وعن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق (3).

(١) الكافي: ج ٢ ص ٩٩ ح ٢ باب حسن الخلق.
(٢) الكافي: ج ٢ ص ١٠٠ ح ٥.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ١٠٠ ح 6.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 304 305 306 ... » »»
الفهرست