____________________
ذلك من نفسه (1)، وهو نتيجة جهل الإنسان بقدر نفسه وإنزالها فوق منزلتها، كما أن العز نتيجة معرفة الإنسان بقدر نفسه وإكرامها عن الضراعة للأغراض الدنيوية.
واعلم أنه لما كان حقيقة العز هو ترفع الإنسان بنفسه عما يلحقه غضاضة، وهي منزلة شريفة متوسطة بين رذيلة التفريط منها وهو الضراعة، ورذيلة الإفراط منها وهو الكبر، سأل عليه السلام رفعه عن رذيلة التفريط، بطلب الإعزاز وصونه عن رذيلة الإفراط بعدم الابتلاء بالكبر، لتحصل له الحالة المتوسطة التي هي مجتمع الفضائل، فقد تقرر أن لكل فضيلة حدا معينا، إذا جاوزته في طرف التفريط أو في طرف الإفراط ينتهي (2) إلى رذيلة، فالفضيلة بمثابة الوسط، والرذيلة بمثابة الأطراف.
ويروي قوله عليه السلام: «ولا تبتليني بالكبر» بوجهين:
أحدهما: بالجزم يحذف حرف العلة، والنون مخففة للوقاية.
والثاني: بإثبات حرف العلة مفتوحا، والنون مشددة وهي نون التأكيد الثقيلة، وفتح حرف العلة فتحة بناء على المشهور، لمباشرة نون التأكيد للفعل.
ولا: على الوجهين ناهية.
والواو: عاطفة.
ووقع في بعض التعليقات أن الواو للحال، و «لا» نافية.
وهذا لا يصح على الروايتين المذكورتين، وكأنه توجيه لرواية ثالثة وهي «ولا تبتليني» بإثبات حرف العلة ساكنا، وتخفيف النون على أنها نون الوقاية، فيتعين حينئذ أن تكون الواو للحال و «لا» نافية، وهو على تقدير مبتدأ على الأصح، أي:
وأنت لا تبتليني، لأن الجملة الفعلية المبدوة بمضارع منفي ب «لا» إذا وقع حالا،
واعلم أنه لما كان حقيقة العز هو ترفع الإنسان بنفسه عما يلحقه غضاضة، وهي منزلة شريفة متوسطة بين رذيلة التفريط منها وهو الضراعة، ورذيلة الإفراط منها وهو الكبر، سأل عليه السلام رفعه عن رذيلة التفريط، بطلب الإعزاز وصونه عن رذيلة الإفراط بعدم الابتلاء بالكبر، لتحصل له الحالة المتوسطة التي هي مجتمع الفضائل، فقد تقرر أن لكل فضيلة حدا معينا، إذا جاوزته في طرف التفريط أو في طرف الإفراط ينتهي (2) إلى رذيلة، فالفضيلة بمثابة الوسط، والرذيلة بمثابة الأطراف.
ويروي قوله عليه السلام: «ولا تبتليني بالكبر» بوجهين:
أحدهما: بالجزم يحذف حرف العلة، والنون مخففة للوقاية.
والثاني: بإثبات حرف العلة مفتوحا، والنون مشددة وهي نون التأكيد الثقيلة، وفتح حرف العلة فتحة بناء على المشهور، لمباشرة نون التأكيد للفعل.
ولا: على الوجهين ناهية.
والواو: عاطفة.
ووقع في بعض التعليقات أن الواو للحال، و «لا» نافية.
وهذا لا يصح على الروايتين المذكورتين، وكأنه توجيه لرواية ثالثة وهي «ولا تبتليني» بإثبات حرف العلة ساكنا، وتخفيف النون على أنها نون الوقاية، فيتعين حينئذ أن تكون الواو للحال و «لا» نافية، وهو على تقدير مبتدأ على الأصح، أي:
وأنت لا تبتليني، لأن الجملة الفعلية المبدوة بمضارع منفي ب «لا» إذا وقع حالا،