____________________
الفاء الأولى: للترتيب الذكري، والثانية: للسببية، إذ المعنى لك الحمد بسبب كثير ما عاملتني به من ستر معائبي. وكم: خبرية، بمعنى كثير.
ومن: لبيان الجنس على الصحيح، لا زائدة كما زعم بعضهم، حتى ذهب الفراء إلى أنها إذا لم تكن مذكورة لفظا فخفض التمييز بها تقديرا لا بالإضافة، وعمل الجار المقدر وإن كان في غير هذا الموضع نادرا، إلا أنه لما كثر دخول «من» على مميز الخبرية نحو «وكم من قرية» (1) و «كم آتيناهم من أية» (2) ساغ عمله مقدرا، لأن الشيء إذا عرف في موضع جاز تركه لقوة الدلالة عليه، (3) على أن المشهور من مذهب النحويين ما عدا الأخفش (4) أن «من» لا تزاد في غير الإيجاب.
وفي رواية ابن إدريس «فكم عائبة» من دون «من» بإضافة كم إلى عائبة، فالجر بالإضافة عند الجمهور حملا ل «كم» على ما هي مشابهة له من العدد والمميز فيه إنما يخفض بالإضافة.
وكم: في موضع رفع على الابتداء، كما في قولك: زيد ضربته، وجملة سترتها هو الخبر، ويجوز أن تكون في موضع نصب بفعل محذوف مماثل لسترتها مفسر به فيكون من باب الاشتغال، والتقدير: كم من عائبة سترت سترتها، أو سترت كم من عائبة سترتها. والتقدير الأول أولى، للزوم كم التصدر، والثاني لا مانع منه، لأن
ومن: لبيان الجنس على الصحيح، لا زائدة كما زعم بعضهم، حتى ذهب الفراء إلى أنها إذا لم تكن مذكورة لفظا فخفض التمييز بها تقديرا لا بالإضافة، وعمل الجار المقدر وإن كان في غير هذا الموضع نادرا، إلا أنه لما كثر دخول «من» على مميز الخبرية نحو «وكم من قرية» (1) و «كم آتيناهم من أية» (2) ساغ عمله مقدرا، لأن الشيء إذا عرف في موضع جاز تركه لقوة الدلالة عليه، (3) على أن المشهور من مذهب النحويين ما عدا الأخفش (4) أن «من» لا تزاد في غير الإيجاب.
وفي رواية ابن إدريس «فكم عائبة» من دون «من» بإضافة كم إلى عائبة، فالجر بالإضافة عند الجمهور حملا ل «كم» على ما هي مشابهة له من العدد والمميز فيه إنما يخفض بالإضافة.
وكم: في موضع رفع على الابتداء، كما في قولك: زيد ضربته، وجملة سترتها هو الخبر، ويجوز أن تكون في موضع نصب بفعل محذوف مماثل لسترتها مفسر به فيكون من باب الاشتغال، والتقدير: كم من عائبة سترت سترتها، أو سترت كم من عائبة سترتها. والتقدير الأول أولى، للزوم كم التصدر، والثاني لا مانع منه، لأن