____________________
قال شارح الفصوص في معنى سبق الرحمة للغضب: اعلم أن الغضب في الجناب الإلهي ليس إلا إفاضة الوجود على حال غير ملائم للمغضوب عليه في المغضوب عليه بحيث يتضرر ويتألم، ولا شك أن تلك الإفاضة أمر وجودي يطلب الوجود الذي هو الرحمة، فما لم يتعلق الوجود الذي هو الرحمة لم يتحقق الغضب فهو مسبوق بالرحمة. وأيضا إفاضة الوجود مطلقا هو الرحمة، لكن قد ينصبغ باعتبار متعلقه بصبغ الغضب، ولا شك أن انصباغها بهذا الصبغ متأخر عنها، فهذا معنى آخر لسبق الرحمة على الغضب. وقد يجعل السبق بمعنى الغلبة، فسبق الرحمة الغضب باعتبار غلبتها عليه آخرا (1) انتهى.
وقيل: لما كانت الرحمة مقصودة أولا وبالذات، والغضب مقصودا بالعرض والتبع، لأنه مقتضى معاصي العباد، وما بالذات متقدم على ما بالتبع، كانت الرحمة سابقة للغضب.
والظاهر أن المراد هنا أن من كان من أهل الرحمة والغضب، توجهت إليه الرحمة قبل الغضب وسبقته إليه، كما يدل على ذلك إيثار صيغة الاستقبال الدالة على التجدد والاستمرار، وأنها سنته الجارية على مر الدهور.
العطاء بالمد ويقصر: اسم من أعطيته الشيء إذا سمحت له به، ويطلق على المعطي نفسه أيضا.
والمراد هنا المعنى الأول، لمقابلته بالمنع وهو ضد العطاء. ولما كانت نعم الله تعالى المستفيضة عن جوده وعطائه على خلقه غير منحصرة ولا معدودة، كما قال سبحانه: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها» (2)، وكان منعه لا عن بخل ولا ضيق،
وقيل: لما كانت الرحمة مقصودة أولا وبالذات، والغضب مقصودا بالعرض والتبع، لأنه مقتضى معاصي العباد، وما بالذات متقدم على ما بالتبع، كانت الرحمة سابقة للغضب.
والظاهر أن المراد هنا أن من كان من أهل الرحمة والغضب، توجهت إليه الرحمة قبل الغضب وسبقته إليه، كما يدل على ذلك إيثار صيغة الاستقبال الدالة على التجدد والاستمرار، وأنها سنته الجارية على مر الدهور.
العطاء بالمد ويقصر: اسم من أعطيته الشيء إذا سمحت له به، ويطلق على المعطي نفسه أيضا.
والمراد هنا المعنى الأول، لمقابلته بالمنع وهو ضد العطاء. ولما كانت نعم الله تعالى المستفيضة عن جوده وعطائه على خلقه غير منحصرة ولا معدودة، كما قال سبحانه: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها» (2)، وكان منعه لا عن بخل ولا ضيق،